القومية العربية التي تسمم كل شيء كل عام !

كل عام و انتم بخير .. و المتطرفين ليسو بخير و القومية العربية المعتدية على الامازيغ ليست بخير ..
يفجر الاسلاميين انفسهم هنا و هناك .. و يموت عدد من الابرياء.. لكن الانسانية تنتصر في الاخير و ينتهي الدواعش .. الدواعش الذين نؤسسهم عبر مدارسنا التعلميمية .. و عبر الايدولوجية المنتشرة بكثرة، الا و هي الايديولوجية العربية الاسلامية، التي تقصي الاخرين كالامازيغ و الاكراد و باقي الاعراق و الثقافات.. حلمها تأسيس دولة عربية اسلامية من المحيط الاطلسي الى الخليج، لقد بدأو في الانتشار شرقا و غربا انطلاقا من الحجاز بالفتوحات الاسلامية او الاستعمار تحت مضلة الدين، قضو على لغة الاخرين و ثقافتهم و هويتهم و عوضوها بالعربية و الذهنية البدوية .. اقصد تلك الذهنية التي عند العرب البدو في الجزيرة العربية منذ قرون .. و هي الذهنية نفسها المسيطرة على العقل العربي.. يفسرون كل شيء بالمؤامرة، و مهووسين بالسحر و العين و التنجيم و كل الخرافات.. أنظمتهم معروف عنها الديكتاتورية و القمع و انتشار كافة الافات السلبية في السياسة و مؤسسات الدولة، الفساد في كل شيء..
طبعا لا يمكن بأي حال من الاحوال نكران العرب الانسانيين، العرب المفكرين و الاحرار، و طيبوبة معظمهم، و ما قدموه للانسانية، و التضحيات التي قامو بها في مجالات عدة، و غالبية المجتمع التي تؤمن بالحرية و السلم و التعاون و التآخي و كل القيم الانسانية و النبيلة. و لا احتاج لاقول هذا لاثبت ان غالبية المجتمع طيبة بطبيعتها، بل انني لا احتاج الى الحديث عن طيبوبة غالبية المجتمع، فهذا واضح جدا.
و الايجابيات نقر بها و نشيد بها، لكن الذي يشغل بالنا هي السلبيات، الذي يشغل عقولنا هو المشاكل التي لم تحل بعد، كلما حل مشكل فذلك جيد، لكن لا ننظر الى ما تحقق، بل الى الذي لم يتحقق بعد! و ان كانت غالبية المجتمع المهيمنة فيه القومية العربية او مجموعة من الناس يفكرون بطرق عربية و يعيشون حياتهم على اساس انهم عرب حتى ان لم يكونو، ان كانت تلك الغالبية طيبة كمعظم المجتمعات البشرية، فإن الاجهزة و الانظمة السياسية فاسدة، و القادة هم من يؤثرون و يقودون الشعوب، فالانظمة ديكتاتورية و تتخد قرارات بمعزل عن الشعب و عن ارادته، و في المجتمعات الشمال افريقية و الشرق اوسطية، فإن الانظمة الفاسدة تنجح في خلق ذهنية لذى الشعوب على شاكلة ذهنيتها، و هكذا فتلك الشعوب عندما تناضل تناضل فقط لاسقاط ديكتاتوري لتنصب نظاما فاسدا اكثر ديكتاتورية !
و هنا يلح على العقل سؤال ضروري: هل يمكن اعتبار نضالات الشعوب (العربية) و تضاهراتها "ثورة" ؟ اي مثلا هل يمكن اعتبار ما وقع في 2011 "ثورات" ؟!
ان العقل العربي يحتاج الى اعادة التأهيل و التأسيس، يحتاج الى التحرر من الذهنية التي خلقها لاول مرة.. يحتاج الى اعادة صياغة المفاهيم و استيعاب مفاهيم جديدة اوصلت البلدان المتطورة الى ما هي عليه.. انه يحتاج بشدة الى التحرر من و الهروب من "الوحش" الذي خلقه هو بنفسه قبل قرون.. ذلك الوحش الذي يدمر حياة الانسان في المجتمعات العربية قبل اي مجتمع او دولة اخرى.

التعليقات
قد يعجبك ايضا