رسالة معتقل الرأي عبد الرحيم إدوصالح من سجن ايت ملول 03/10/2016

رسالة المعتقل السياسي عبد الرحيم إدوصالح إلى جميع الشرفاء الأحرار في في هذا الوطن الجريح 
أزول أمغناس
رفاقي على درب النضال إن كنتم تقرؤون الأن هذه السطور فاعلموا أنها وصلت إليكم عبر أيادي أمنة أثق بها ، ووصلت إليكم بالرغم من الرقابة البوليسية الهوجاء التي تتعرض لها كتاباتي داخل السجن ، رقابة مفروضة على تحركاتي وعلاقاتي ، لكنها تبقى متابعات لم تصل بعد إلى أي مس مباشر بشخصي ، لهذا قررت أن أغامر وأسرب إليكم هذا الخطاب لأخبركم فيه أني على عهدي مع الشعب و أبنائه ، أني لا زلت ذلك المواطن الذي قرر أن يجهر بما يراه حقيقة وحقا، وأن يعلن رفضه للإستبداد بكل أنواعه ونبذه للظلام بكل تلاوينه . 

رفاقي قبل دخولي السجن ، أخبرتكم بأني متابع وأنهم يفكرون في طريقة ما كي يوقعوا بي بين أيديهم وفي رسالتي التانية إلى رأس هرم السلطة كنت قد أخبرته بأني على علم بأنهم يهيؤون لي ملفا ما كي يسهل عليهم إعتقالي ووضعي بين أيديهم وأمام أنظارهم ، نعم لقد كنت على علم بذلك وحاولت سد جميع الثغرات عليهم حتى لا يتمكنوا مني لكن المخزن الحقير كان له رأي أخر فلقد تمكنوا من الوصول إلي مستغلين أقرب الناس إلي ، فكذبوا عليه ووعدوه فصدقهم فتم اعتقالي ، لكن الحديث و النقاش و الحوار كان موضوعه مقالاتي ، رسائلي وأفكاري عن الدين والسياسة ، حتى في السجن فالكل يعرف سبب إعتقالي الحقيقي المهم أن المخزن لأتهمه الطريقة أو الوسيلة رغم دنائتها بل الغاية والهدف هما لب إهتمامه ، لقد كانت الطريقة التي إعتقلني بها جهاز المخابرات دنيئة فعلا حين إخترق حياتي الشخصية ، لكن ذلك لم يغير شيئا من أفكاري أو مواقفي أو إرادتي التي تبقى حية لأجل بناء وطن حر سمته العيش الكريم تحكمه دولة ديموقراطية يكون الحكم فيها للمؤسسات وليس الأشخاص، بل إن عزيمتنا باقية لتدمير مفاهيم الشخص الشريف والمقدس وتحل محلها مفاهيم الإستحقاق والأهلية والشرعية الديموقراطية وليس الشرعية الدينية أو التاريخية .
رفاقي ، أنا في السجن ،أنا معتقل بعيد عنكم لكني على نفس العهد مازلت كما تعرفون ، لم يغير السجن شيئا في مواقفي ولا في شخصي ولا في حبي للحياة ، أنا الأن هنا أنتظر محاكمتي التي أعرف منذ الأن أنها مسرحية وجلسة صورية سيكون حكمها قد أصدر قبل إنعقادها لكن صدقوني فإني مشتاق إليها، أشتاق لأن أقف أمام ذلك القاضي في تلك المحاكمة التي ستكون تاريخية وستشهدون عليها جميعا ستشهدون وتكتبون ماستسمعون، محاكمة سأرجع بعدها إلى الزنزانة لكني سأكون قد رأيت بعضكم بين الحظور ، وأكون قد سمعت صراخكم وشعارات بعضكم في الخارج ،ذلك سيجعلني أستمر على نهجي بقوة أكبر وعناد نضالي أقوى وسأتأكد بعد كل هذا أنهم لن يسكتوني إلا إذا أقبروني ،وإن أقبروني يوما فإن فيكم من تعاليم نكران الذات مايكفي كي يستمر خط النضال في سبيل التحرر من الإستبداد المقدس .
يا أبناء هذه الأرض، إنكم تستحقون الأفضل ،ومن حقكم أن تعيشوا حياة الكرماء ، فلا تبخلوا على أنفسكم بالجهر بما في نفوسكم ، فقد سئمنا الإضطهاد والإستعمار واستغلال خيرات الوطن من طرف فئة محددة أو أسرة معينة ، فهذه الأرض يعيش عليها الكل وسيبقى عليها الكل ، وستبقى ملكا للكل ولنا الفخر بعد ذلك أن نذفن فيها بعد أن إرتوت بدمائنا ، أراسلكم الأن أكتب هذه الأسطر وأنا جالس في زنزانتي بين صنف أخر من أبناء الوطن جعلتهم الظروف نزلاء هذا المكان ، لكل واحد منهم قصته التي لايبخل علي بها فهم يحكون لي كل شيئ ،أنصت إليهم وأشاركهم ألامهم وأحزانهم ، وتمر الأيام وأنا أبني تجربة جديدة في الحياة أتمنى أن أقصها عليكم يوما ، وأحكي لكم تفاصيلها وأقص عليكم تجارب مؤثرة لأناس إلتقيتهم هنا ستعلمون عبرها أننا فعلا في وطن جريح ، أيها المناضلون نسائكم ورجالكم شكرا على كل ماقمتم به لأجلي ، وشكرا على وقوفكم إلى جانب عائلتي ، فلقد جعلتموني أفتخر بكم بل أنتم السبب الذي لم يمنح للسجن فرصة الثأثير في معنوياتي ، فكل خطوة تقومون بها وإلا وصلتني أصدائها فأتقوى ويزداد رفضي ونضالي شراسة ، فاستمرو فإن التاريخ يسجل ، قاوموا بشجاعة فإن الضعفاء يموتون دون أن يتركوا أثرا فهم يموتون دون أن يكون لهم وجود أصلا ، فإني أطلب منكم أن تتشجعوا وتتحدوا كي يعلو نجمكم وتحطموا القيود التي تفنن الظلام المقدس في تكبيل أفواه البشر بها .
عبد الرحيم إدوصالح 
السجن المحلي لأيت ملول 
03/10/2016

التعليقات
قد يعجبك ايضا