أحمد عصيد، يمثل و يشرف من ؟

من الذي يمثله أحمد عصيد



بقلم : أحمد أداسكو
من حين لاخر يخرج علينا بعض الاشخاص الغير واعين بالقضية الامازيغية و مسألة النقاش الدائر حول امور الهوية و الثقافة، (يخرجون علينا) في الفيسبوك بتعليقات من قبيل "أحمد عصيد لا يمثلني" و "أنا امازيغي أبا عن جد لكن عصيد لا يمثلني و لا يشرفني".

هل يمثلك أحمد عصيد و هل يشرفك ؟ 

و اليوم دعونا نناقش قليلا حول مثل هذه التعليقات التي يدعي اصحابها انهم امازيغ و يتسترون من وراء الامازيغية لقذف الاشخاص و شتمهم من بينهم الاستاذ الكبير أحمد عصيد. و كبداية علينا ان نوضح انه لم يسبق للاستاذ عصيد ان نصب نفسه ممثلا للامازيغ او شرفا لهم، فهو من تواضعه انه لم يتحدث يوما عن نفسه، بل ان الفكرة مغالطة بالاساس ! فمتى كان شخص ما (كاتب او باحث او فيلسوف او بناي او مهندس..) يمثل شعبا بأكمله ؟ و ان حدث ففي اي مناسبة ؟

و كذلك القول ان قناة تمازيغت لا تمثل او تمثل الامازيغ، فهذه الفكرة مغلوطة بالاساس، فالقنوات التلفزية او الاعلام لا يمثل شعبا، بل هو وسيلة لابد ان تمكن منها الدولة الشعب  و يخدم الشعب بحيث  يحصل من خلاله على اخبار حقيقية و نزيهة و ترفيه و تثقيف و توعية ... لكن "اصحابنا" على الفيسبوك يعلقون بذلك الكلام اظهارا لجهلهم فعصيد لم ينصب نفسه ممثلا لاحد، بل هو مثقف لديه قضية يدافع عنها و يحمل همومها. الا انه لو عدنا و فكرنا عن سبب ترديدهم تلك العبارة بشكل متكرر دائما، فسنعرف ان من وراءها حقد دفين و كراهية لشخص الاستاذ عصيد، و بالتالي كان عليهم ابراز مظاهر الكراهية تلك عبر تلك التعليقات السخيفة، و لو ان لا احد نصب نفسه ممثلا للاخر!

أنا أمازيغي أبا عن جد لكن أحب ان أبقى كربوزا مستلبا تابعا للسعودية !

و عند تفوههم  بعبارتهم المعهودة و المعتادة "أنا أمازيغي أبا عن جد لكن..." فإنهم يعتقدون انهم يبرهنون عن شيء ما و الحقيقة ان لا برهان لهم، فهم يريدون القول: "أنظر الي.. انا امازيغي ابا عن جد و رغم ذلك ضد الحركة الامازيغية و كل من يطالب بتدريس اللغة الأمازيغية و الاعتراف بالثقافة الأمازيغية" ! فهل هذا الهراء في نظركم يعتبر حجة ؟! فنحن نعلم انه من بين العرب انفسهم هناك اشخاص يتبعون مصالحهم و يحركهم المال و يخدمون ثقافة الغير غير الثقافة العربية اذا كانوا سيتقاضون بعدها المال او ينعمون بالامتيازات.. و كذلك الشعب الفرنسي فهناك من سيأتي من الفرنسيين و يقول لك "انظر الي أنا فرنسي ابا عن جد .. لكن اتمنى الموت لفرنسا و للثقافة الفرنسية" ! و هكذا فأن من يردد تلك العبارة من الامازيغ محسوب على الاغبياء و السذج. لأنه يعتقد ان من قوله "انا امازيغي لكن.." يبرهن عن شيء ما، مثلا عن ان وجهة نظره صحيحة و ان رأي الاخر على خطأ (في هذه الحالة رأي عصيد).
فالخلاصة اذن و الرسالة التي نوجهها لاصحاب تلك المقولات، الذين اغلبهم معروف عدائهم للامازيغية وانتمائهم لحزب العدالة و التنمية و غيره من اعداء الامازيغية، نقول لهم ان عصيد يمثل فقط من يرون انه يمثلهم، و انه لمن المرجح ان الاستاذ أحمد عصيد يمثل أصحاب العقول النيرة و الأمازيغ الاحرار الذين يناضلون من اجل الاعتراف بثقافتهم و لغتهم و تاريخهم، و يضحون من اجل ذلك بالغالي و النفيس، أما المغسولي الدماغ و المسلوبي التفكير و المتأثرين بالمشارقة و الاخوان المسلمين، و يحلمون بالاقامة في السعودية و يحبونها اكثر من بلدهم، فأولائك رفع عنهم القلم و لا أحد يمثلهم، و إن كان هناك من يمثلهم فلا شك انه مغسول الدماغ ايضا و يحركه المال و المصالح الشخصية و التبعية العمياء. و الأمازيغية ليست قائمة على المصالح الشخصية، بل نخدمها تلقائيا طواعية و لا معنى للحياة بدونها. 
التعليقات
قد يعجبك ايضا