تعرف على الفنان الأمازيغي زيري خريج الحركة الثقافية الأمازيغية Ziri MCA


l'artiste amazigh Ziri joue de la guitar


تحرير: أحمد أداسكو
إنه فنان امازيغي فريد من نوعه، و يختلف كثيرا عن معظم الفنانين الأمازيغ بسوس، اليوم نتحدث عن الفنان زيري الذي اسمه الحقيقي محمد بلحيحي من مواليد مدينة بيوكرى حوالي 30 كلم جنوب مدينة أكادير، وسط سوس، من خريجي الحركة الثقافية الأمازيغية، بدأ مسيرته الفنية بالمشاركة في تأسيس أول مجموعة غنائية أمازيغية سنة 1987 رفقة بعض اصدقائه في منطقة بيوكرى، ثم بعد ذلك بتجربة اخرى ليست ببعيدة لكن هذه المرة في مدينة الدشيرة سنة 1989 مع أعضاء مجموعة إيموريكن (فيو، مبارك، هيميش) حين لا يزال يتابع دراسته في ثانوية حمان الفطواكي. بعد ذلك انتقل الفنان زيري الى الرباط لمتابعة دراسته و كان لذلك تأثير حاسم في مسيرته الفنية في شبابه.


الفنان زيري مناضل أمازيغي منذ شبابه في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية

اكثر من ذلك، انضمام الفنان زيري آنذاك للحركة الثقافية الأمازيغية MCA جعل منه مناضل من أجل القضية الأمازيغية حيث ينشط بشكل يومي، كما عمل في مقر الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي لاميريك    l’AMREC من سنة 1992 الى 2002 ، حيث كان بشكل ملموس يشتغل سكرتير تحرير مجلتها الشهرة تامونت ⵜⴰⵎⵓⵏⵜ،  و كان يزوده التقنيين و الذين يشتغلون في مجال الحاسوب  بالعديد من المنشورات و الاطروحات الاكاديمية التي تعالج كافة المواضيع المتعلقة بالأمازيغية.
أيضا:  أروع أغنية أمازيغية للفنان زيري تيواركيوين

l'artiste amazigh ZIRI pendant des journées culturelles à l'université Mohamed V 2001 Rabat
و مزامنة مع ذلك شارك فناننا المقتدر زيري في انشطة ثقافية مختلفة نظمتها العديد من الجمعيات الأمازيغية عبر مختلف مناطق المغرب وحتى في أوربا (بين الاعوام 1992 – 1995 في الناضور، الجمعية الصيفية بأكادير سنة 1993، في فروع منظمة تماينوت بالرباط والدار البيضاء، و في مختلف فروع الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي، في المعهد الفرنسي و معهد جويت بالرباط ، و في مقر منظمة العفو الدولية...)،  و تربطه علاقات بالعديد من الفنانين الأمازيغ من مختلف المناطق (على سبيل المثال الفنان خالد إزري، الاخوة عكاف، كريم المرس، نعيم نور الدين، عموري مبارك، المجاوي، سعيدة أكيل تيتريت، فاطمة تباعمرانت، إدير، جمال علام ...) كل هؤلاء لهم تأثير على الخيار الموسيقي للفنان زيري. و النتيجة (يقول زيري) : "قمت بكل شيء من أجل ان تقوم مجموعتي بالرباط (تامونت ن إزنكاض ⵜⴰⵎⵓⵏⵜ ⵉⵣⵏⴽⴰⴹ) بعصرنة موسيقاها، لكن هذه المبادرة لم تنجح حقا، لأسباب لا إفادة من ذكرها هنا بالتفصيل، اتخذت اذن قرارا بعد ذلك لتجربة شيء أخر: مسيرة و مغامرة منفردة" .


أثناء ذلك النشاط و النضال الذي يقوم به الفنان زيري، لم ينسى التفكير في تحسين أداءه الموسيقي و الفني باستمرار، حيث كان يحظر الدروس و المحاضرات في المعهد الوطني للموسيقى و الرقص بالرباط، و في هذا الصدد، يقول زيري ان أساتذته  في القثارة لم يكونوا مجهولين خصوصا إذ كان الاستاذ بلعيد أعكاف أو ابراهيم البلول او غيرهم. 


une petite biographie de l'artiste amazigh Ziri ⵣⵉⵔⵉ 

الفنان الامازيغي زيري اهتم بالمسرح أيضا 

علاوة على ذلك كان فناننا مهتما بالمسرح ايضا، فقد أعد موسيقى المسرحيات وشارك فيها من قبيل : "أوسان سميضنين" سنة 1994 (التي مثل فيها دورا في عدة مدن مغربية و كانت تلك تجربة اولى من نوعها)، "ألوان أمازيغية" التي استعرضت في مهرجان الثقافة المغربية في بروكسيل سنة 2001 ، ثم مسرحية "مانن وامان د لامان" لفرقة إزوران وذلك بالرباط سنة 2004. 
دون ان ننسى ألبومه الأول رفقة المجموعة "تامونت إزنكاض" سنة 1996 ، و تقديمه يد المساعدة في بعض الاحيان لأصدقاه الفنانين من أجل تحقيق أعمالهم و اخراجها الى الوجود. 

تورو تورا: أول ألبوم صدر للفنان الأمازيغي زيري في الدانمارك 

بإقامته في الدانمارك منذ سنة 2004، أخرج أول البوم له بشكل منفرد بعنوان "تورو تورا"  و الذي نشرته "اتري ميوزيك" في دجنبر سنة 2007 (و لا يزال في الاسواق). كثمرة لسنوات عديدة من البحث في التراث الأمازيغي و الموسيقى العالمية 
و حول سؤاله عن الاسباب وراء كل هذه المدة التي قضاها فناننا قبل ان يصدر أول ألبوم له، يجيب زيري بأنه كان يعد نفسه عى المستوى النضالي حيث هناك الكثير من الأشياء الواجب تعلمها في ذلك الجانب (حيث كانت تمازيغت في ذلك الوقت لا تزال تعتبر طابوها) ، و أكثر من ذلك فقد كان يبحث في الموسيقى، في بداياته الاولى كان مهتما بنمط المجموعة الأمازيغية "أودادن" ثم مجموعة "إزنزارن" الغنية عن التعريف، حيث الإقاعات الحديثة و كلمات خارجة عن المألوف و كان اسلوب هاتين الفرقتين المفضل لديه. ثم مجموعة "أرشاش" حيث صرح انه كان في تواصل دائم مع قائد المجموعة علي شوهاد، و كذلك مجموعة "أوسمان" الاسطورية حيث عبر زيري عن شرف اللقاء بأعضائها بعد انفصالهم خصوصا بوتروفين ، بيجعاض، عمري مبارك و بلعيد أعكاف –هذا الاخير هو واخوته ساعدوه كثيرا على مستوى تكوينه الموسيقي (حسب تصريح زيري لموقع أمازيغ وولد)- ثم دون ان ننسى الفنان الشهير إدير و كذلك الفنان و المناضل الأمازيغي الكبير معتوب الوناس الذي قال عنهما الفنان زيري انهما فتحا عيناه على طريقة اخرى لعمل الموسيقى، و ذلك الفنانون الريفيون في الشمال خصوصا كريم الميرس و خالد إزري (الذي قام رفقته بتنشيط تظاهرات ثقافية أمازيغية و الذي لحن إحدى أغاني زيري عام 1995 و بكلمات سلام السمغيني، و التي ستكون في إحدى ألبومات الفنان زيري مستقبلا)، و كذلك الريفي وليد ميمون و إثران. بعد ذلك عاد فناننا الى فن الروايس الذي لا يزال حاضرا بقوة في الساحة الفنية الأمازيغية. و قد اسس مجموعة صغيرة ذات يوم ساعدته في تنشيط أمسيات فنية بكل من الرباط و القنيطرة و الدار البيضاء. 
و كما نرى ببساطة ف "زيري" كان مشغولا بالبحث في الموسيقى الأمازيغية بمختلف ألوانها دون أن ينسى المسرح ايضا، فالبحث عن الستيل و النمط الخاص به في الموسيقى أخذ منه وقتا طويلا، إلا ان الأهم من كل ذلك هو القيام اخيرا بشيء ما يخدم الأمازيغية التي هي بحاجة الى كل أبنائها من أجل تقويتها و الدفع بها الى الامام. فالالبوم الاخير اخذ منه وقت طويل الا انه استطاع ان يخرجه اخيرا الى الوجود.
للمشاهدة: أغنية أمازيغية هادئة للفنان زيري Ziri mp3

موسيقى أمازيغية بستيل غربي 

تتميز موسيقى الفنان زيري بلحنها العصري الذي يمج بين النمط الامازيغي (خصوصا الروايس و الموسيقى الريفية و القبايلية و تازنزارت...) و النمط الغربي، فقد اختار فناننا عصرنة الأغنية الأمازيغية بستيل غربي لكن دون ان تفقد ذوقها و صبغتها الأمازيغية، فقد صرح ان ذلك كان حلمه منذ بداية مسيرته الفنية، و لأنه يعيش في الغرب،  فإن الستيل الغربي في موسيقاه لن يقدره الأمازيغ فحسب بل حتى الجمهور الغربي، و فعلا فقد تلقى الكثير من الثناء من الغربيين الذين سمعوا ألبومه الاخير. 

الفنان زيري خدم الأغنية الأمازيغية عامة و الأغنية السوسية خاصة

الهدف النهائي لفناننا زيري هو إعطاء دفعة قوية للأغنية الأمازيغية خصوصا السوسية مثل الفنان الكبير عموري مبارك و عكاف و يوبا و ماسينيسا حيث أحب كثيرا ما خدموا به الأغنية الأمازيغية، و عبر عن تقديره للاغنية السوسية و مجموعات كامارك فيزيون و أماواس... و للتذكير فإن الفنان زيري التقى إدير سنة 1999 في مهرجان الرباط و أثناء الدردشة معه، سأله إدير عن نوع الموسيقى الذي يغني، أجابه زيري بانه منفتح على كافة انواع وستايلات الموسيقى، و رد عليه إدير : "في الواقع، تمازيغت بحاجة الى كل ذلك. العب الموسيقى كما تحس بها". 
مجموعة الفنان الأمازيغي ابن مدينة بيوكرى زيري

التعليقات
قد يعجبك ايضا