تدافع عن الأمازيغية بمنشور، يعلق مغسول الدماغ: "حسبنا الله و نعم الوكيل" !!


من المعروف ان الامازيغية احد اهم المواضيع التي  تملأ صفحات الفيسبوك و هو موضوع تهتم به كافة المواقع، فتجدها تنشر عن القضية الامازيغية من حين لاخر و هناك من ينشر عنها بشكل شبه يومي، لكن الذي لا استصيغه و عقلي عاجز عن فهمه، هو تعليقات بعض المدعين للتدين و الايمان و ايضا يضعون الامازيغية في مقابل الدين، فيرون الامازيغية تهدد الدين او ما شابه، لكن هل هذا صحيح ؟

فما العلاقة بين نشر صورة لها دلالة امازيغية او منشور تناقش فيه تماطل الدولة في ادراج الامازيغية في التعليم، و تعليقات تحمل عبارات "حسبنا الله و نعم الوكيل " او "اللهم ان هذا منكر" ! فهل الامازيغية صارت منكرا ؟ فهل الامازيغية صارت شيطان ؟ لكن دعونا نؤكد اولا ان المعلقين بتلك التعليقات، من المرجح انهم ينتمون لكتائب حزب العدالة و التنمية على الفيسبوك، او لكتائب السلفيين، اي شخص منتمي لتيار ديني معين، حيت يرون في الامازيغية خصما لهم، فعندما نناقش حول القانون التنظيمي للامازيغية مثلا و انت فجأة تدخل في تعليق بعبارة "حسبنا الله و نعم الوكيل" .. بذلك تكون اولا قد خرجت عن الموضوع، ثانيا ستجعل الجميع يستغربون "فين طاح هاد بنادم فجأة" ؟ ! لانه لا علاقة بين عبارته تلك و موضوع النقاش، و هي غير مفهومة، و لا يستوعب العقل هذا التصرف او هذا التعليق، فهل هناك تفسير او شرح للسبب الذي ادى بصاحبنا الى قول "حسبنا الله و نعم الوكيل" او غيرها من العبارات التي لا يفهمون معناها اصلا و يرددونها كببغوات لاشعوريا تخرج من افواههم. 
أعتقد ان الاسباب وراء ذلك عديدة و ايضا "القصة طويلة" نوعا ما، بدءا بمن يقف حجرة عثرة امام النهوض بالامازيغية و يسعى لتفشيل الجهود، هناك الدولة اولا بمخزنها و كل سلطها، ثم هناك الاحزاب خاصة ما ذركته حزب العدالة و التنمية الاسلامي و بعض الاحزاب المدافعة عن القومية العربية، و هناك تيارات دينية اخرى منها السلفيين بمختلف تلاوينهم و انتماءاتهم، الاخرى، لكن هناك فرعين رئيسيين يعتبرون اعداء للامازيغية و منهما تنبع باقي التفرعات، و هما: فرع او تيار يتبنى الدين كحل و هو التيار الاصولي، و هناك تيار يساري يدافع عن القومية العربية، او عن العروبة، اي ان كل ما يرى فيه تهديدا او دخولا على قلعة العروبة و العربية فيعتبره عدوا، و هكذا فالمطالبة بتدريس الامازيغية و دسترتها سيضفي نوعا من التنوع و الاختلاف على النظرة العامة عن البلد، الذي كان يحتكره العروبيون و الاسلاميون، فهم يريدون الثقافة و الفكر و الابتكار و التوجه ... يجب ان تكون ذات صبعة عربية غير مستقلة عن العرب المشارقة، لذلك حتى ان رأو رموز امازيغية في معرض دولي يشارك فيه المغرب، فإن تلك الرموز الثقافية و الابتكارات ينسبونها للعروبة و لا ينفكون يرددون "فلان عربي. . اللاعب فلان عربي.. زربية عربية بالمغرب فقط...".. و طبعا الاجنبي ما عليه الا الاستغراب عن هذا الهوس في الصاق صفة العروبة بكل منتج او رمز حتى ان كان امازيغيا اصيلا. عبارة "حسبنا الله و نعم الوكيل" دينيا يقولها الظعيف و المهزوم او من يحس انه مهدد او ظعفت نفسيته امام الاخر و اصبح لا حول له و لا قوة، لذلك بالاضافة الى عبارة حسبنا الله و نعم الوكيل فتجدهم يرددون "لا حول و لا قوة الا بالله"، مع الاخذ بالاعتبار -و كما قلت مسبقا- الاغلبية من المعلقين بهذه العبارات لا يفهمون معناها اصلا بل يرددونها فقط لا شعوريا.
الامازيغية ليست ضد الدين، الامازيغية ضد تجار الدين و ضد من يستغل الدين في السياسة، فلا احد له الحق ليتدخل في معتقداتك الشخصية، و الامازيغ لا يحتاجون الى مزايدات بخصوص الاسلام، فأغلبهم مسلمين، لكن لم يسبق لهم ان رفعو شعار اقامة الخلافة او ما شابه و لم يسبق لهم ان قطعو يد السارق او رجمو الزاني او فرضو الدين على غيرهم، و لا تحاول القول بأن الامازيغ اذا لا يفهمون الدين لان الدين يشترط قيام دولة اسلامية و تعيين الخليفة، فلتعلم ان الدين ليس كالرياضيات اي محدد و مدقق 1+1 =2، بل فيه درجات من التدين و الايمان، و مهما كانت درجة ايمانك و تطبيقك للدين فسيطلقون عليك  صفة مسلم، حتى ان كنت زائرا للملاهي الليلية و لا تحفظ من القران سوى سورة الاخلاص فانت رغم ذلك كله مسلم، فالدين ليس نمطا واحدا او شكلا واحد يفرض عليك الالتزام به، الدين يعني حرية التعبد و الايمان، و كل شخص و كيف يمارس هذا الحق، لذلك مزايدات الاسلام لسنا في حاجة اليها، المشكل يبقى في كيفية تسيير الدولة و ضمان الحقوق و الحرية و الكرامة و العدالة ... و من الحقوق حق التحدث و الكتابة و التعبير بلغتك الام، اللغة الامازيغية، التي -مجددا- ليست ضد الدين بل ضد المتاجرة بالدين، او استغلال الدين لتوجيه الناس كالقطيع، و بما ان الامازيغية تعني التنوع و الاختلاف و الديمقراطية و حقوق الانسان، فمن الطبيعي ان الشيوخ و العروبيون الذين يحلمون بالاحتكار الدائم للدولة و مؤسساتها و يحلمون بالامة الواحدة و نبذ و منع كل اختلاف او تعدد (اي بمعنى اخر الفاشية) لان الفاشية هي التي تسعى لفرض فكرة و توجه  واحد و لباس واحد و ثاقفة واحدة و لغة واحدة ... فمن الطبيعي اذن ان يكنو العداء للامازيغية و كل ما يرون فيه تهديدا لمصالحهم و اجنداتهم العروبية و الاسلامية او الاسلاموية، و هذا العداء يظهر جليا في العديد من التصرفات التي يقومون بها، فأينما شمو رائحة الامازيغية او اي رمز له علاقة به، الا و بداو برد فعل لا شعوريا، هذا "الرد الفعل" يترجم مثلا بهذه التعبيرات في التعليقات على الفيسبوك، فللوهلة الاولى القارئ للتعليق لن يفهم شيئا و يستغرب و يضع علامات استفهام كثيرة، لكن ذلك مجرد ترجمة لحقد دفين للامازيغية و كونهم يرون فيها تهديدا لذلك يختارون بعض العبارات الدينية لواجهو بها الامازيغية :) لكن الامازيغية لا تكترت لحقدهم و هي في الطريق الصحيح و ستصل عما قريب :) اتمنى ان يتوضح لكم الان لماذا يعلقون بعبارة لا محل لها من النقاش و لا علاقة لها بالموضع، او ربما لها علاقة بالموضوع لكن ليس كون الامازيغية ضد الدين ، بل لانهم يشعرون انها تهدد مصالحهم الدنيوية و سيطرتهم على مؤسسات الدولة، لذلك يبذلون جهدا كبيرا و بشكل  شيزوفريني، وما هذه التعليقات الا ترجمة لتلك الشيزوفرينا (انفصام) التي يعانون منها تجاه الامازيغية، و في الاخير الجميع له حرية التعبير، فهي حق للجميع، علق بما تشاء’ لكن على الاقل ناقش الموضوع مباشرة و اظهر نيتك و استخدم كلمات و اضحة كيف يفهمك الجميع و تناقشو بشكل عادي . لا ان تتخفى وراء كلمات و مفردات دينية !
التعليقات
قد يعجبك ايضا