الفزازي من الشيوخ الذين لا تخجل وجوههم أبدا

الداعية المتطرف الفزازي


لا يهمني ما يعنيه لقب "الشيخ" و كيف ينبغي ان يتصرف الشيخ اذا لا احب هذه الكلمة كثيرا و اشمئز عند سماعها، سواء كان الفزازي او غيره، غير انه لن نقارن الشيخ محمد الفزازي بالشيخ عدنان ابرايهيم مثلا، فهذا الاخير يحاول تشجيع المسلمين على العقلانية و مكتسبات الحضارة الحديثة و ينبذ العنف و التطرف الديني و يؤكد ان خلط الدين بالسياسة لن يؤدي الا الى نظام دكتاتوري مستبد.
اما الفزازي فهو الذي يتلون كل مرة حسب مصالحه المادية التي يكتسبها عبر الاتجار بالدين، و سيلاحظ المتتبعون لصفحته مؤخرا انه يطبل كثيرا للنظام القائم و للمك و المخزن و يصفق له في السراء و الضراء وانبطح انبطاحا لم يسبقه اليه ايا من اقرانه الشيوخ و رجال الدين. 
فما الذي تغير ؟ كيف تحول الفيزازي من داعية راديكالي دخل السجن بسبب اتهامه بالمشاركة في التفجيرات الارهابية بالبيضاء سنة 2003 ليتم الافراج عنه عام 2011 ابان الغلايان الشعبي الذي عبرت عنه تظاهرات عشرون فبراير، الى داعية عياش من درجة ظابط كولونيل يلخس الكابة ؟ 
ربما "القرعة" فعلت فعلتها به كما يسخر بعض رواد موقع الفيسبوك، و ربما لانه سئم الدعوة بالطريقة السلفية الراديكالية و قرر العمل و الجهاد من داخل النظام المخزني، و في رأيي اعتقد ان الطرح الاخير هو الاكثر ترجيحا، فقد كان محمد الفزازي المتزوج من ثلاث الى اربع نساء شيخا متطرفا سلفيا لا يسلم النظام و الملك من لسانه و قذف و سبه و شتمه لكل من يحارب الاسلام حسب زعمه، لان السلفيين يعتبرون ان كل من لا يترك اللحية و يحلق الشارب و يلبس النقاب و الخمار و يعمل بالتقصير و يحمل المسواك و التسبيح فهو عدو الله و ضال فوق كل ذلك يحارب الله و الرسول !
و لا تزال للشيخ الفيزازي فيديوهات على موقع اليوتوب تظهر كيف كان قبل حوالي 8 سنوات حيث يدعوا الى تطبيق الشريعة الاسلامية على الطريقة الداعشية، و الان نرى ان الشيخ تغير تماما و اصبح من كبار المطبلين للنظام، و ذلك ما يبين ان الفيزازي اصبح اصلاحيا متخليا عن راديكاليته، فلا شيء تغير فمواقفه و اراءه هي نفسها حتى اذا حاول اخفائها، و لا يزال هدفه قائما و هو : نشر التطرف في المجتمع المغربي و اسلمة السياسية. 
لذلك يدافع عن اهدافه الداعشية من داخل النظام و يؤكد مرارا و تكرارا اننا دولة اسلامية و الملك امير المؤمنين و ينبغي على المواطنين ان يخضعوا لقوانين الشريعة الاسلامية من تمييز بين المرأة و الرجل في العمل و الزواج و الارث ... و قطلع ايدي السارقين بدل اقتيادهم للسجن واو دفع كفالة .. وكذلك رجم الزناة و قتل المرتدين و بالتالي قيام نظام سلطوي بقيادة خليفة دكتاتوري يتمتع بسلطة مطلقة حيث يسمونه "خليفة المسلمين" . 
فالفيزازي لم يتغير عقله ولا افكاره و لا يزال هدفه قائما هو وكل الشيوخ المتطرفين، فقط بدل الاسلوب و الطريقة من الراديكالية و التطرف المباشر الى الاستراتيجية الاصلاحية التدرجية حيث يعمل من داخل قلب النظام.
التعليقات
قد يعجبك ايضا