وعندما ترى عينك ذلك المنظر للمرة الأزلى فإنك ستشفق عليهن كما أنك لن تصدق ذلك، فحتى الرجال لايقدرون على حمل 50 كلغ أو مايفوقها لمدة ساعة ونصف على الأقل. فالمرأة القروية تعيش في مناطق معزولة وبعيدة عن الترف الحضاري وتتراوح مهمتها بين العمل في المنزل و الذهاب إلى الغابة لجلب المواد الأولية كالحطب.من خلال هذا يتبين أن مهمة المرأة في العالم القروي ليست سهلة ولايمكن مقارنتها بالحياة التي يعشنها النساء في المدن التي تتميز بقرب الخدمات وبنيات تحتية مهمية ومرافق عمومية.. والتي لايتوفر عليها العالم القروي. ومن بين المعضلات التي تفرض على المرأة القروية تلك الحياة الروتينية نذكر: غياب المرافق الصحية والعمومية كالمستشفيات والنوادي النسوية، انتشار الامية بشكل كبير في صفوف النساء، بعد الخدمات والأسواق الأسبوعية، وعورة الطريق التي في غالب الأحيان غير معبدة ، غياب وسائل النقل، سيطرة العقليات القديمة التي تنسب كل أعمال البيت والغابة إلى المرأة... والكثير من الصعوبات التي تعاني منها المرأة في القرى النائية خاصة في الريف والجنوب المغربي.ومن بين الصعوبات التي أود أن اذكرها، حمل المرأة واقتراب موعد الولادة، فخلال هذه المرحلة تتعرض المرأة لعدة معيقات قبل أن تضع حملها، من بينعا بعد المستشفى من المنطق التي تتواجد فيها وغياب وسائل النقل، حيث القليل من النساء فقط يلدن في المستشفيات أما الباقي فمجبرات على البقاء في المنزل أو وضع المولود في الطريق إلى المستشفى. وهكذا فالنساء القرويات لافرصة لهن في هذه الحياة، معانات منذ صغرهن وحتى كبرهن أو حتى شيخوختهن.. وأذكر أن المرأة والبنت القرويات يتعرضن لنفس الصعوبات ويواجهن نفس المصير دون أي إلتفاتة للدولة أو الجمعيات الحقوقية أو المجتمع الدولي.