وضعية المدارس الإبتدائية بإدوسكا أوفلا

تبعد قبيلة إدوسكا عن تفراوت حوالي 50 كلم، وبمجرد دخولك عبر بوابتها في الجهة الجنوبية تغرمان تشم رائحة الامية والفقر خاصة في صفوف الكبار والأطفال الصغار الذين يدرسون في الإيتدائي، و عندما تنظر إلى المدارس تراها بدون نوافد ولا أبواب ولا صور يحميها من جهل المارة الذين لايتركوا فرصة حتى يكتبوا عبارات السب والشتم وغيرها على جدران المدرسة وكسر النوافد وتعطيل الأبواب والبول في كل الجوانب ونزع الشجرات إن كانت هناك والكثير من السلوكات المنحرفة التي لاتشجع على استمرار الدراسة في هذه المنطقة.



فكل المدارس المتواجدة في دواوير إدوسكا متشابهة في الأوضاع ونسبة التمدرس وما يقع من سلوكات في أي مدرسة فإنه يقع في باقي المدارس، وهذا راجع بالضرورة إلى العقلية التي تسيطر في العالم القروي والتي لاتفقه شيئا في أهمية التعليم ودوره في رقي المنطقة وتنظر إلى التعليم بنظرة إستهزائية ودونية، لكن ليس هذا كله العامل الأساسي بل هنا الجماعة المحلية وبعض الأساتذه الغير مهتمين.
من ناحية التدمير والخراب يمكن اتهام السكان بالمساهمة في انحطاط التعليم في إدوسكا، لكن من ناحية أخرى نجد ان السلطات المحلية لاتبدل أي جهد لبناء المزيد من المدارس وإطلاق حملة إصلاحية لكافة المدارس وتجهيزها بالحاجات الأساسية كالمسكن وغرفة النظافة وزرع النباتات... بهذف تشجيع الأساتذة ورفع مردودية التعليم، كما يجب على السلطات فرض عقوبات ورقابق للمحيط المدرسي من أجل الحد من سلوكات السكان الغير مشرفة و التي ذركتها.
لكن من الاكيد أن الدور الرئيسي في قضية التعليم بإدوسكا يعود بالدرجة الأساسية إلى السلطات، التي لاتكترت لوضعية التعليم الإبتدائي المزرية ولم يسبق لها أن نظمت أيام ثقافية تحسيسية، كما تستمر في اعتبار سكان إدوسكا أوفلا مجرد أوميين لايكثرتون لا للتعليم ولا الثقافة ولا الفن وتنظر إلى السكان البسطاء نظرة احتقار ودونية خصوصا في حق النساء، وهذا يظهر جليا في بعض الخطابات الديكتاتورية التي تعود إلى فترة السبعينيات.
لكن السؤال هو لماذا يستمر السكان في كتم أفواههم رغم أن هناك نخبة مثقفة وتعي جيدا وضعية التعليم في المطقة؟ ولماذا تستمر السلطات خاصة الجماعة المحلية في تجنب والهرب من مسؤوليتها تجاه التعليم؟
لكن وضعية التعليم في إدوسكا في الحقيقة تحتاج إلى بحث ميداني والذي نعدكم به والذي سنذكر فيه المعطيات بالأرقام.

التعليقات
قد يعجبك ايضا