مشكلة هذا الإسم : الأمة العربية الإسلامية !

إني مواطن مغربي ولست سعودي، لذلك عند لفظ "الأمة العربية الإسلامية" لا أحس أبدا كما يحس السعودي الذي يرى أن ذلك عادياوحقيقة لايمكن الجدال فيها. في المغرب، لايزال لدينا مجموعة من الكتاب والمثقفين والصحفيين يرددون ذلك الإسم. في كل برامج النقاش والحوار في الإذاعات الوطنية لا تخلوا من هذه الكلمات. كما أنني عندما أشاهد التلفزيون الوطني أحس وكأن ليست لدي أية قيمة كأمازيغي، أحس وكأنهم يجردونني من هويتي و تاريخي، أحس بأنهم يغتصبون المغرب ويطعنون في ثقافته ويريدون إستبدالها بالثقافة المشرقية. ثلة من المثقفين يرددون عبر مقالاتهم في الأنترنيت واعمد صحفية تخدمهم وحوارات تلفزية، "الأمة العربية الإسلامية" مع سبق الأمة العربية تليها الإسلامية ! 

وهذا يحيلني على التساؤل: هل الامة العربية أولى من الإسلامية؟ هل يعني ذلك تعصب فكري للعربية والعرب ؟لكن هذا يؤكد من ناحية أخرى أخرى، أن العروبة بالنسبة للمثقفين "المسلمين" أهم من الإسلام، فالإامة الإسلامية تانوية في فكرهم وإيديولوجياتهم. أكثر من 70% من سكان المغرب أمازيغ وأكثر من نصف السكان يتكلمون بالأمازيغية باختلاف لهاجاتها. ألا يستحق هاؤولاء نوعا من الإعتراف ولو كان معنويا ؟! إعتراف بهويتهم وبدورهم في الدفاع عن الوطن في حقبة الإستعمار. من حرر المغرب من أطماع فرنسا وإسبانيا ؟ هل هي الأمة العربية الإسلامية ؟! هل هي السعودية ؟! هل هي قطر ؟! 


لا، فالواقع يجيب ويقول: إنهم أمازيغ ومن العالم القروي المهمش، إنهم أولائك الشجعان الذين ترعرعوا في أحضان جبال الريف وجبال الأطلس ذات البرد القارس، هذا في المرحلة الحديثة أما في الماضي الغابر فالأمازيغ معروفين بجدارتهم في دفاعهم عن أوطانهم عبر أرض شمال إفريقيا.لكن للاسف بعد التخلص من الإستعمار الأجنبي صعدت نخبة مثقفة، منهم بعض الأمازيغ، متعصبين للثقافة المشرقية وللغلة العربية المقدسة في نظرهم، وقاموا بخلط الدين بالهوية والتاريخ حيث قامو بطمس تاريخ الدولة المغربية القديم وحت الحديث، لقد ساهمت محتويات المقررات الدراسية في التعليم بعد عام 1960 في تعريب الشعب المغربي وزرع اسم وفكرة "الأمة العربية الإسلامية" في أذهان الناس وقلوبهم أيضا. حيث نجد في أيامنا هذه أمازيغ يدافعون أكثر من العرب أنفسهم على تلك الفكرة العنصرية الديكتاتورية.

إذن الواقع والتاريخ والأخلاق والقيم الإنسانية أو المشاعر الإنسانية لا تسمح للصحافة المغربية والمثقفين وحتى الغنسان العادي بلفظ تلك التسمية دون استعمال الظمير والحس الأخلاقي، لكن العكس هو المميز لنخبة من المثقفين المغاربة والأحزاب والسلطة العليا، أي القصر، التي تعرف أن أكثر من نصف سكان المغرب أميون ولايفقهون إلا في الأكل والنوم والزواج والنكت والعبادة حتى إن كانت غير ربانية  ! وسيرددون أي شيء ينطق به الإعلام والسلطة دون الوقوف ولو لدقيقة والتسائل ! قوم يعبد ويلبي النداءات دون وعي وكأنه الة لا تفكر، الة تحركها تعليمات !


وأحب ان أذكر أن كل ما جاء في المقال من ملاحضات وأفكار، ينطبق على كل بلدان شمال إفريقيا المحسوبة على الاماة العربية في مجلس الأمن لذى الأمم المتحدة، بما فيها مصر الفرعونية !

التعليقات
قد يعجبك ايضا