"عاش مقهور مات مجهول "



الحسين ازغار


مقولة كان يرددها المخزن العروبي ايام التسعينات حين كان يرسل افواج من المهاجرين السريين الى اوروبا فمن عاش منهم يتم استقباله برحابة و تهليل و فتح ابواب الابناك في وجه للحصول على العملة .اما الدين لم يكتب لهم المرور الى الضفة الاخرى من ابناء الشعب فهم في نظر المخزن كالبيضة الفاسدة لا ينظر اليهم و لا يسال عنهم و لا عن مكان قبرهم لان في نظره لا رحمة في هدا البلد الا للقوي الغني الثري النافذ و هنا اريد الترحم على كامل هؤلاء الشهداء في نظري لاني عشت نفس التجربة فلم يكتب لي و لله الحمد ان اكون لا من المرضي عنهم من قبل المخزن و الابناك و لا من المجهولة قبورهم و سر كتابتي لهدا المقال هو حلول ذكرى غرق احد اقرب الاصدقاء الدي حاول من بعدي الرحيل عن هدا البلد الظالم نحو بلد حر نزيه تحترم فيه الحيوانات قبل الادميين فرحمك الله اخي و صديقي "بوقطيب عبد الله "

المرحوم عشنا طفولة مليئة بالحبوبة و كنا دائما ما نشعر ان الوسط الدي نعيش فيه لم و لن يستجيب لكامل احلامنا التي رغم بساطتها فهي مستحيلة في بلد كالمغرب الكل فيه متبوع مراقب فقد كنا نريد ممارسة الرياضة باستمرار و السفريات و الاطلاع على المدن و العادات الاخرى التي تنهل بها كافة مدن المغرب غير ابهين انداك بالماديات لان الوالدين كانا يوفران لنا دلك اما طوعا او كرها غير انه مع الكبر لم تعد كل تلك الامكانات متوفرة فقررنا و بعد تفكير طويل ان نلبي رغباتنا بايدينا و باموالنا الخاصة .لكن المشكل المغربي الكامل في المعرفة و الركيزة و الوجوه كانا دائما لنا بالمرصاد فجربنا الهجرة .و من المفارقات انه و بعد الهجرة تم اعتقالنا في "الميريا" باسبانيا و تم ترحيلنا بعد 48ساعة الى البيضاء بالطائرة و اثناء كل دلك تم التعامل معنا باحترام كبير من قبل المستعمر السابق للبلد .و مباشرة بعد نزولنا ارض بلدنا تلقيت شخصيا تلاثة لكمات من قبل كلاب المخزن ناهيك عن السباب و الشتم ما استغربت له الشرطية الاسبانية التي رافقتنا بالطائرة الى المغرب لكن لحسن حظنا لم تتم متابعتنا باي شيء .غير اني و بعد هدا الحادث اكتفيت بعد مفاوضات مع احد افراد العائلة الدي وعدني بمدخول و عمل جيد و كدا لتزامن الحدث مع احتضار الوالد رحمه الله غير ان عبد الله لم ترحمه الظروف ما اظطره للمحاولة المشؤومة مرة اخرى و التي لقي فيها ربه بعد غرق قاربه بالسواحل الاسبانية مما زاد اعباء كثيرة عن عائلته التي تكفلت بنقل جثمان ابنها عبد الله الى المغرب مثقلة بدلك كاهلها بالقروض التي لم تؤديها كاملة الا مؤخرا رحمك الله صديقي العزيز الغالي ووعد مني بالنضال و الكفاح مع شباب ليسوا اقل منك حيوية و لا جرئة حتى يتحقق ما يريده هدا الشعب الدي يريد الا يعيش مثل  الخراف مقهورا و يدفن مثل الكلاب مجهولا 
التعليقات
قد يعجبك ايضا