الجزأ التاني: مفهوم العلمانية والحاجة الماسة إليها في "العالم الإسلامي"


Adaskou Planetالجزء الأول هنا: https://goo.gl/WbPxs7لماذا الحاجة إلى العلمانية إذن ؟ للإجابة على السؤال لابد من استحضار الدين والمجتمع والسياسة والعلم. لقد ظهر الدين (مهما كان) بغرض تسوية الأوضاع والمشاكل التي يعاني منها الإنسان منذ القدم، وجعل الإنسان يؤمن بقوة ما غالبا ما تسمي "الله" أو "إله" أو الألهة"  والتي خلقت الوجود وأعطت معنى لحياة الإنسان، وهذه القوة إما هي الله المذكور في الأديان السموية التوحيدية: الإسلام واليهودية والمسيحية أو الالهة الوثنية المجسدة في عدة أشكال والتي تكون عادة حيوانات أو أحجار أو حتى البشر ثم القوة التي تكمن في الأساطير مثل اليونان القديمة والديانات الشرقية، لكن هذه الأديان والمعتقدات متناقضة ومتعارضة مع بعضها البعض من حيث نظرتها إلى الله او القوة التي خلقت الكون ثم مختلفة في الجانب التشريعي حيث كل دين وكيف يشرع قوانينه في المجتمع الذي  ينتشر فيه، وتتعارض الأحكام والتفسيرا حتى في الدين الواحد، واليوم هناك عدة إعتقادات وديانات منتشرة على كوكب الأرض وتتصدر المسيحية الرتبة الأولى حيث يبلغ عدد معتنقيها  2.2 مليار إنسان اي 33.32% من سكان الارض ثم الإسلام ب  1.2 مليار نسمة بحلول عام 2000، و الهندويسة ثم الملحدين والادينين الذين تتجاهلهم الإحصائيات نظرا للظروف الإجتماعية والسياسية الخاصة بكل دولة لكن رغم ذلك فتؤكد المعطيات أنهم في ازدياد كبير في كل بقع العالم خاصة خلال الخمسة عشر سنة الماضية .  (المزيد من المعطيات أو الويكيبيديا )

وكل جماعة تدعي أنها تملك الحقيقة المطلقة، مهما كان انتمائها الديني سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو البوذية .. هنا تلعب العلمانية دورها الأساسي، فهي تتدخل لتضمن حرية الإعتقاد والفكر لكل أفراد المجتمع وتجعلم يعيشون في مجتمع متسامح خال من العنصرية والتعصب الفكري والتطرف الديني،  إن في المجتمع العلماني الكل سواسية ولكل الحق في الإعتقاد فيما يريد، لكن أن يأتي طرف أو طائفة وتفرض دينها واعتقادها على الاخر غير مقبول تماما، لأن ذلك يؤدي إلى الصراعات وإراقة الدماء والبغض والكراهية وبالتالي فقدان الحس الإنساني النبيل المتمثل في الإحترام والتقدير لكل إنسان، إذ إن في المجتمع العلماني، عندما تقف أمامي  كنت امرأة أو رجل، فأنا أنظر إليك أولا كأخي الإنسان أي كإنسان واعي يملك المشاعر ويحس ويحب وله كرامته وليس كأي مخلوق اخر ولا يهمني ما تؤمن به  او لونك أو جنسك، إذن أول نظرة يجب أن ننظر بها إلى الاخر هي نظرة إنسانية قبل كل شيء. أما المجتمع الديني فعلى العكس تماما، حيث تنتشر المقولة: "أنت مع ديني إذن أنت أخي.. وإن لسنا إخوة في الدين فأنت عدوي" إذ في المجتمعات الدينية تجد الإنسان يقدم الخدمة للذي يشترك معه في العقيدة أما الاخر فهو مجرد كافر، خاصة في المجتمع الإسلامي حيث المخالف كافر وجب قتله، فمثلا في المغرب نشر المجلس العلمي الأعلى فتوى تقضي بقتل المرتد، ففي العالم الإسلام يسمح لك باعتناق الإسلام أما الخروج عنه فيعتبر كفرا وجب إقامة الحد عليه بالإضافة أحكام أخرى ضد الإنسانية بعضدها أخذ من القران والتي كانت تطبق في سياق ومجتمع غير مجتمع القرن الواحد والعشرين، وبعضها يأتي نتيجة فتاوى الشيوخ المجانية والمجنونة التي تكون أراء شخصية، لكن بإضفاء المزيد من التعصب الفكري في مجتمع أغلب سكانه أميون تصبح اية قرانية ! هكذا يتبن لنا ان الحكم بالدين وجعله الديانة الرئيسية لدولة ما أصبح من مزبلة التاريخ، فقد إكتشفنا موقعنا  في الكون واننا لانسكن سوى في كويكب صغير ينتمي إلى مجرة من بين بلايين المجرات وعلى ظهر هذا الكواكب نعيش جميعا باعتقادات مختلفة كليا من دين إلى اخر ومن فكر إلى اخر، المسلم يؤمن أن الدين الحق هو الإسلام والمسيحي يؤمن أن الدين الحق هو المسيحية ونفس الشيء للبقية الأديان. إذن كيف يمكن أن يتعايش البشر بهذا التعارض في هذا الكوكب الذي تهدده المخاطر الننوية والبيئية زيادة على النمو الديمغرافي الكبير. 
التعليقات
قد يعجبك ايضا