لابد من نقد الدين أيضا !

النقد خطوة أساسية نحو التقدم و التطور في مختلف المجالات، خاصة إذا شمل الجانب الديني، فما يحتاج اليه العالم الاسلامي الان هو النقد الذاتي و الخارجي معا، بدءا من التسمية نفسها لان تصنيف الدول حسب الدين يخالف كل الواقعية و الموضوعية، اذ ان الايمان لا يستلزم نفس الالتزام او القيام بنفس الطقوس او عدم ممارستها أصلا، اي ان الايمان في ظل الدين الواحد يتمثل في عدة اشكال، قد يتمثل بالملتحي ذو الملابس المقصرة و الحامل للتسبيح في اليد او السواك في الفم، او يتمثل بالعصري صاحب البذلة و حالق اللحية.. و هناك نماذج اخرى كلها تتفق على الايمان و ان اختلفت في طرق تعبدها او درجة ممارستها للدين. و ايضا تتصارع بينها و تتهم احداها الاخرى، فداعش خارجة عن الملة حسب المعتدلين و المعتدلين منافقين يؤمنون ببعض و يكفرون ببعض حسب السلفيين. و هكذا نظرا لطبيعة الدين الاجتماعية فإنه يؤثر سلبا اذا تصارع الافراد في فرض نمط تدينهم على الاخرين، و بالتالي لا مجال للرقي بالمجتمعات في ضل التعصب للفكرة و تقديسها و منع الاخر من التعبير، فلا يمكن معرفة الحقيقة بعقل محدود منغلق على ذاته، بل ان السعي الى معرفة الحقيقة و لاقتناع يستدعي المقارنة، المقارنة بين أفكاري و أفكار الغير او قناعاتي و قناعات الاخر، فلا يمكن معرفة الاصح او الاقرب للحقيقة الا باستحضار المقارنة. التي يجب ان تتسم بالحوار و النقاش الهادئ واحترام قناعة الاخر، و هذا ما لا تستوعبه الشعوب الاسلامية، فلا هي عالمة بأهمية النقد في تحريك التقدم في اي مجال ولا هي اصلا مهتمة بإيجاد حلول لمشاكلها الاجتماعية، لانها حتى ان سعت الى ايجاد حلول في بعض الاحيان فإنها تبقى سطحية تدابيرها. كما ينبغي التفريق بين النقد كوسيلة للتجديد و التحديث و السب و الشتم الذي لا علاقة له بالحوار الهادف، فالمجتمعات الاسلامية ضحية جهلها و الامية المتفشية بكثرة. اذ يكفي ان تنتقد الدين او ما يترتب عنه من سلبيات في بعض الاحيان حتى يتهموك بسب الدين و معاداته. لكن السب و القذف غير وارد لانه لايهم الدين في حد ذاته ولان العنوان الكبير هو "كيف يمكن تحسين حياة الانسان و النقص او الحد من مشاكله الاجتماعية " و اعتقد ان الكل يوافق على ذلك المبدأ او الطرح، لذلك فمصلحة المجتمع فوق كل قناعة و عقيدة مهما كانت قدسيتها

التعليقات
قد يعجبك ايضا