رسالة الى "شلوح" ديالنا خاصة الذين ينشرون على بعض المجموعات الامازيغية


وفقط منطق الأمة الاسلامية فإن الاسلام ليس عربي بل جاء لكل البشر على الأرض و لا يمنعك من تعلم لغتك الاصلية او التحدث بها، فشعب تركيا هم اتراك ولا يصنفون انفسهم عربا و كذلك ايران هي فارسية و ليست عربية و نفس الشيء بالنسبة لاندونسيا و ماليزيا و أفغانستان و العديد من الدول الاخرى التي يتحدث شعبها لغته الاصلية غير العربية..
أم انكم يا رباعت أخربيش Akhrbich تصنفون انفسكم على انكم عرب و تنتمون الى الأمة العربية ؟! أنا اعرف انكم لا تتحدثون إلا بالأمازيغية مع عائلاتكم و في منازلكم حتى ان كنت ساكنا في مدينة الدار البيضاء او اي مكان اخر في المغرب، لكن تأتون الى الفيسبوك و تنشرون منشورات الكراهية التي تكنونها للامازيغية التي كبرتم بها و تعلمتموها .. و هي اول لغتة تعلمتموها في هذا الوجود، و اغلبية أمهاتكم لا يعرفن العربية و لا الدارجة بل يتواصلن دائما بالأمازيغية.
و لنا الحق أن نسأل لماذا هذا التناقض ؟ و لماذا هذا الكره ؟!
ربما قد تكون هناك اجابات اخرى لكن سأحاول ان اجيب، ربما ايتماتنغ (اخوتنا) يكرهون الأمازيغية بسبب أشخاص أو شخصيات، و هذا يثبت حجم الغباء الذي سلطه الله عليهم، فحب او كره شيء لا يختاره الاخرين لنا، بل نحن من نختار لانفسنا ما نريد و ما نرغب فيه، لذلك اعتقد ان جزء كبير منهم تأثر بسبب الاشخاص و بالتالي تسود المغالطة الغبية التي سأعبر عنها بمثال "أكره ذلك الشخص و لا أطيقه، لكنه يحب فرقة إمغران الأمازيغية، إذن أنا اكره و أمقت تلك المجموعة" !! بعد ان كان يحب المجموعة الغنائية من قبل !
 كما ان هناك سبب و جيه رئيسي و ايضا  له علاقة بالسبب السابق، وهو كون الذين أشعلو شرارة الامازيغية هم حداثيين، و ذلك منذ القرن الماضي او ربما منذ اواخر القرن التاسع عشر ، ففي الوقت الذي كانت تروات الأمازيغ تنهب و يتعرضون للاستغلال لكن ليسو واعين بذلك كان هناك من هو واعي بذلك !
إنهم الأمازيغ الذين تربو على ثقافة امازيغية ثم درسوا في كبريات الجامعات و لهم شهادات أكاديمية من أوربا و بلدان متقدمة، هم بدأو التفكير بعد ان كان أجدادهم تفشي فيهم الأمية و لا يعرفون سوى "أخربيش" و "تمزكيدا" و "تربرات وتاي" ... هاؤولاء المتنورين وضعو اسس النضال الأمازيغي الذي لايعتمد على العقلية العربية المتخلفة، فهم يرون اننى ما دمنا نربط هويتنا  و وجودنا بالعرب فاننا سنبقى دائما في الحضيض لانه ان كان يحكمك المتخلف فماذا تنتظر ؟ ان تصير مثل اوربا مثلا ؟! 
لقد نهجو نهج الحداثة و التقدم، و اعتماد العقل و المنطق في خطاباتهم و ردودهم، لقد ظهرت اخيرا القضية الامازيغية الى السطح و اصبح الجميع يسمع بها، هنا رأى فيها القوميون العرب تهديد حقيقي للوجود العربي في شمال افريقيا، لانهم خائفين من ان يطور الأمازيغ لغتهم و يشكلو قومية مضادة او ربما قد يؤسسون دولا غير عربية كإيران أو توركيا او اندونسيا ...
لذلك لجأو لأساليب مختفلة للردع المثقفين الامزيغ الحاملين لهموم الانسان المقهور في بلاده خاصة امازيغ العالم القروي، و تختلف تلك الاساليب من استغلال الاعلام الممول من قبل شعب امازيغي الاصل، و تعريب المناهج الدراسية كليا و الحرص على تعريب كل شبر من الارض، ثم التصفية الجسدية للمثقفين الأمازيغ و المناضلين و اخير الاعتماد على الخطاب الديني لضرب الخطاب العقلاني، فالشعب كانت -ولا تزال- فيه نسبة الامية مرتفعة و بالتالي حتميا سوف يستوعب الخطاب الديني اكثر من الخطاب الحداثي، وهذا ما ثم فعلا. فقد قال الخطباء و الوعاض و المرشدين الدينيين إن القضية الأمازيغية ممولة من طرف صهيوني ماسوني لتشتيت المسلمين و العروبيين العلمانيين يقولون انها مؤامرة صهيونية ضد الوحدة الترابية، و هنا اتسائل دئما على كون عقل المتأسلم العروبي و القومي العربي تطغى عليه نظرية المؤامرة. فحلمهم الابدي هو تأسيس دولة عربية من المحيط الاطلسي الى الخليج و من المتوسط الى النيجير و التشاد، إذن كان هناك استغلالين او ضربتين قويتين ضد الصوت الامازيغي الصاعد، و هو استغلال الدين و تدين الامازيغ بالاسلام ثم تجييش مشاعر القوميون العرب في الشرق و الغرب، لكن الخطاب الناجح اكثر هو الخطاب الديني، لان غالبية الامازيغ مسلمين و لذلك يمكن در الرماد في الاعين و الدعاية ان القضية الامازيغية ضد الاسلام.
لكن التفكير العقلي المنطقي و الخطاب الحداثي لا يبقى مكتوف الايدي، فسرعان ما يرد على الافتراءات المتأسلمة و كذلك القومية الا ويسرع الطرف الاخر ليصعد و يلجا الى التصفية الجسدية و هذا ما حدث للعديد من المفكرين الامازيغ، فإيران دولة اسلامية لكن ليس عربية و كذلك توركيا علمانية اغلبية مسملة ... فلماذا الامازيغ فقط من عليهم الخضوع للعروبة ؟
و الان لنعود الى رباعت اخربيش، انتم تعرفون انه يوم الحساب لن يكون هناك بجانبك لا امك ولا ابوك و لا اصدقاءك و لا العرب و لا باقي المسلمين و لا حزب العدالة و التنمية ! اليس كذلك ؟! اذن لماذا عقولكم غبية تفكر بالطريقة العربية ؟ فالدين قبل ان يقول لك لا الخطيب و لا الامام و لا الحداثي .. انه مسألة شخصية بينك و بين الله عليك ان تستوعبها حتميا الا ان كنت ضمن الذين يخترقون الارقام القياسية في الغباء ! 
فالامازيغية ليست ضد الدين نهائيا ولا علاقة لها بالدين فورقة الدين يطرحها فقط الخصوم العرب ليسلبوك هويتك و تاريخك الحقيقي و يعوضوه بتاريخ مزور، تاريخ عربي بامتياز ! اما الدين فلا يمنعك من ان تكون مسلما أمازيغيا ابدا، أما ان رأيت بعد الملحدين او اللادينيين الامازيغ يناقشون الدين بدون قيود على الفيسبوك فإنهم يتحدثون بصفة عامة .. اي ان الموضوع لم يعد الامازيغية بل موضوعا اخر عن الدين نفسه ! فالالحاد و النشطاء الملحدين يناقشون الدين خارج الامازيغية، انه موضوع مستقل كليا عن القضية الامازيغية، فعلمو عقولكم المنهجية و التفريق بين المواضيع، هناك في العرب انفسهم حداثيين و علمانيين في كل الدول العربية و ايضا ذات الغالبية المسلمة (مع ان المغرب و كل بلدان شمال افريقيا ليست عربية) خاصة السعودية و مصر ...و هناك ايضا ملحدين عرب يتواجودون بمدينة مكلة و بالمدينة المنورة ايضا، فالالحاد و مسألة العقائد قضية دولية عامة يناقشوها كل الناس باختلاف اديانهم و انتمائهم العرقي. فالملحدين الامازيغ لا يعبرون بالضرور عن الامازيغية و القضية، بل هو موضوع مستقل كليا و لاعلاقة بينهما.
لذلك أيميدوكال (يا اصدقاء) فرقوا قليلا بين المواضيع و القضايا و لا تخلطوا الاوراق و لا تدعو الخطباء و الوعاض و كذلك القوميين العرب يلعبون لكم على وتر الدين، فالدين لا يحتاج الى مزيادات من احد كما كما يفعل سياسيينا دوما !

صفحة أبودرار على  الفيسبوك : 
التعليقات
قد يعجبك ايضا