ارهابي يفجر نفسه في حفل زفاف كوردي بالحسكة السورية

بقلم: أحمد أداسكو
تفجير انتحاري وسط حفل زفاف يودي بحياة العشرات في شمال شرق سوريا (في مدينة الحسكة)..
 و مثل هذه الاحداث لا يجب ان تمر مرور الكرام و دون ان نقف عندها قليلا و نفكر فيها، رغم اننا اعتدنا سماع مثل هذه الاخبار الا ان معظم الناس لا يفكرون فيها بعناية. فما الذي دفع بذلك الارهابي الداعشي ان يفجر نفسه وسط الابرياء ؟ و حول فرحهم الى جحيم، و فقد الكثيرين احبائهم و اعز الناس لديهم، انه ليس من السهل فهم نفسية ذلك الارهابي، الا انه يمكن فهم عقليته و طريقة تفكيره التي تختزل العالم و مشاكلة و ما يتعلق به في الدين (الاسلام)، فهو عندما يستقظ في الصباح لا يفكر الا في الدين و في "هداية" الناس و يرى ان من لا يعيش الحياة كما يعيشها هو و يراها، فهو ضال عن الحق و الطريق المسقيم، بدءا من ابسط الاختلافات  بين الناس، كالبسملة من عدمها و الصلاة من عدمها و الرقص و الغناء و اللباس و العلاقات بين الرجال و النساء .. فهو يقحم نفسه في ابسط الاشياء اعتقادا منه ان الدين يأمره بذلك .. و اي اختلاف يبرز له بينه و بين الناس يستنتج منه انه هو الذي على حق اما الاخرين فخارجين عن الحق ! فالكورد ليسو جميعا ملحدين او كفار بحسب المفاهيم الدينية بل فيهم المسلمين ايضا و هم الاغلبية الساحقة تماما ما هو الشأن بالنسبة للامازيغ، لكن الارهابي تم تربيته منذ البداية على كراهية شعوبا بعينها كالشعب الكوردي مثلا،
ذلك لان الشعب الكوردي لديه قيادات عظيمة تقف ضد مطامع و اهداف شيوخ البترودولار الذين يؤقتون الارهابي و يعلمونه ثقافة الكراهية و الحقد .. لذلك فهو لن يفرق بين الابرياء المدنيين و العسكريين، كما ان شيوخه تفرح "لانجزاتاته" تلك بحيث سيفقد الطرف الاخر خسائر بشرية و بالتالي يفقد عدة امتيازات و يزرع بين مواطنيه الرعب و الخوف و يشر ثقافة الترهيب و الارهاب. فتلك اذن عقلية الارهابي الذي يقتل الاخرين باسم الدين، و لابد من تجفيف منابع الارهاب لو اردنا الا يكون هناك مستقبلا مثل هؤولاء الارهابيين، و تلك المنابع هي تصحيح  المنظومات  التعليمية و جعل مضامينها تتوافق مع الاعلان العالم لحقوق الانسان و كل المواثيق الدولة، و حصر دور الشيوخ و رجال الدين في المساجد و عدم التدخل في الحياة المدينة او في مؤسسات الدولة، و مراقبة فتاويهم و خطبهم كي لا تنساق و تعود مجددا الى ما كانت عليه.
التعليقات
قد يعجبك ايضا