في بلد القانون و "الخيار الديمقراطي" : عشرون سنة سجنا نافذا لناشط ريفي !

جمال ولاد عبد النبي
بقلم: أحمد أداسكو
أدانت استئنافية الحسيمة يوم الثلاثة 29 غشت 2017 المتظاهر و الناشط الريفي جمال ولاد عبد النبي بالسجن عشرون سنة نافذة في سابقة من نوعها هزت الشبكات الاجتماعية و وجدان المجتمع الريفي خاصة و الفعاليات الحقوقية  الوطنية و الدولية، ما يؤكد عودة ما يصطلح عليه بـ "سنوات الرصاص" بالمغرب و أن الدولة عازمة على الحفاظ على دكتاتوريتها و قهرها للمواطنين لا لشيء سوى كونهم خرجوا للتظاهر في الشارع من أجل حقوقهم، و قد خرجت ساكنة الحسيمة في احتجاجات عارمة منذ مقتل محسن فكري الى اليوم، فبالإضافة الى التنديد بالاحتقار و اهانة الانسان الريفي عبر طحنه في حاويات ازبال من قبل قوات القمع المخزنية، خرج المتظاهرون  للمطالبة بتسوية اوضاعهم و اقامة مشاريع تنموية اجتماعية اقتصادية  في مدينة الحسيمة و منطقة الريف عامة. 
ذلك ما ردت عليه السلطة و الحكومة المغربية عبر اعتقالات واسعة لم يشهد لها المغرب مثالا منذ سنوات عديدة، حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقال قادة الحراك خاصة قائده ناصر الزفزافي و رفاقه الذين تم اعتقالهم بطريقة مهينة و تصويرهم بشكل مقصود حيث كان التعامل معهم كما يتم التعامل مع الارهابيين عادة.
و من بين الذين حكمت عليهم المحكمة ايضا و ب 3 سنوات سجنا نافذة اربع شبان هم: فريد ايت عمر أوعيسى، صلاح شعوب، عبد الحي أحدوش و عابد بنيوسف. كما ادانت كل من انور أمجوط، سعيد المرابط و شاكر العيادي بسنتين نافذتين، و سنة نافذة لوضيف الكموني.
نشطاء الريف في السجن 20 سنة
نشطاء الريف الذين أدينو بالسجن


و قد وجهت المحكمة لهاؤولاء النشطاء تهما ابرزها "التظاهر غير المرخص، العصيان، التجمهر المسلح، و قطع الطريق، و اهانةافراد القوات العمومية..."، هذا وتجدر الاشارة الى ان عشرات المتظاهرين لا يزالون قيد الاعتقال و يتم التعامل معهم بقسوة. 
و من بين الصدمات التي تقطع القلب في مسلسل الاعتقالات هذا نجد اصغر معتقل سياسي ريفي عبد الرحمان العزري البالغ من العمر 14 سنة حيث رفضت المحكمة الإبتدائية بالحسيمة تمتيعه بالسراح المؤقت لقضاء عيد الأضحى بعد ملتمس قدمته عائلته عن طريق هيئة الدفاع.
عبد الرحمان العزري
أصغر معتقلي حراك الريف عبد الرحمان العزري
كل هذا يبين حقيقة النظام السياسي القائم في بلدنا حيث هناك غياب واضح للإرادة السياسية من اجل اقامة نظام ديمقراطي حقيقي، و ما شعارات "العهد الجديد" و "الخيار الديمقراطي" و "ربط المسؤولية بالمحاسبة".. الا در للرماد في العيون و ضحك على الدقون و التفاف حول مطالب الشعب المشروعة من حقوق و بنى تحتية و نظام ديمقراطي و محاسبة  ... اما من يتساءل عن دور الاحزاب فقد تم الكشف عن عورتها و حقيقتها التي عرفها الكبير و الصغير، اذ عرى الحراك الريفي حقيقتها المتجلية في كونها دكاكين سياسية وان لا دور لها سياسيا الا ان كان من اجل ترويض الشعب لصالح المخزن  او عمل الدعاية للنظام المخزني ، كل هذا يفسر و يبين بوضوح لماذا الشباب لا ينخرطون في الاحزاب و لماذا تكون نسب التصويت جد متدنية و لماذا عدد المقاطعين لمهزلة الانتخابات اكبر بكثير من عدد المصوتين. فرحمك الله يا وطني الغالي. 
التعليقات
قد يعجبك ايضا