تتميز المجتمعات بثقافتها، فكل مجتمع لديه ثقافة خاصة به، وقد نجد أيضا داخل مجتمع ما ثقافات متعددة . ويقصد بالثقافة كل ما يشمل اللغة وطريقة أو نمط العيش والتدريس والعادات والتقاليد التي تميز تجمعا عن غيره من التجمعات البشرية. ثقافتنا هي التي تحدد هويتنا وانتمائنا وعلاقتنا بالوسط الذي نعيش فيه وكيف نتفاعل مع غيرنا في ذلك الوسط، إذ يمكن القول أنها هي التي تحدد مصيرنا أيضا.
على سبيل المثال: نحن بحاجة إلى لغة كي نتواصل مع الاخرين ضمن نفس المجتمع أو من مجتمعات أخرى، كما أننا بحاجة إلى ابتكار طرق ووسائل للإستمرار في العيش وبناء المجتمع وتطويره، فمنذ الأزمنة الغابرة تجد كل حضارة تتمير عن غيرها من حيث الإبتكار وتطوير الوسائل التي تساعدهم في السيطرة على الطبيعة.
كما أننا بحاجة إلى عادات وتقاليد تميزنا عن غيرنا، فطريقة الزواج ونوع الأهازيج وأنواع الطعام وكيفية استقبال الضيوف وطريقة تلبيس العروس أو العريس في المغرب مثلا، ليست كما هي في ألمانيا أو الصين أو مصر.
أن لم تكن لدينا مثلا لغة محددة خاصة بنا نتواصل بواسطتها في مجتمعنا وطريقة محددة في الإحتفال بالأعياد والأعراس ودين محدد أو نمط ديني أو لباس محدد فإننا ببساطة سنفقد طابعنا البشري ونظل تائهين، حيث لو سئلت : من تكون يا هذا ؟ فلن لتكون لديك إجابة محددة ولو أجبت فمن المنتظر أن ترد : انا فلان اعمل واكل وأنام ... ثم بعدها أموت إن أتى الأجل عكس الذي يقول : أنا فلان ابن فلان أنتمي إلى المجتمع كذا ولغتي الأم هي كذا أحب كذا ولا احب كذا ...
بهذا المنطق البسيط يتبين أن ثقافتنا هي أهم ما نملك.