الناشطة الكوردية نادية مراد |
---|
بقلم أحمد أداسكو
قبل يومين دخلت الى الموسوعة ويكيبيديا بالانجليزية لأبحث في موضوع مهم، لكن في الصفحة الرئيسية استوقفني عنوان في الاخبار مفاده ان فتاتان يازيديتان فازتا بجائزة سخاروف لحرية الفكر لسنة 2016 و التي يقدمها البرلمان الأوربي، و قد تأثرت بقصتهما مع التنظيم الارهابي داعش و احببت أن اتقاسم معكم هذه القصة المؤثرة
نادية مراد من مواليد سنة 1993 بقرية كوجو ضواحي مدينة سنجار شمال العراق، فتاة يزيدية ترعرعت و كبرت في مزرعة حيث والداها يعملان مزارعين. و في سنة 2014 اقتحم مقاتلوا تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي (داعش) قريتها و قرى اخرى تسكنها غالبية يزيدية و قاموا بقتل ازيد من 600 يزيدي من بينهم أمهما و ستة من اخوانها، و قاموا بأخذها لاستعبادها رفقة اخريات، ففي نفس السنة (2014) الطالبة الشابة نادية كانت من بين 6700 نسوان و فتيات يزيديات اعتقلن من طرف داعش في العراق، و تم نقلها الى مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق ليعاملها التنظيم كجارية و عبدة، حيث تعرضت للضرب و التنكيل و الحرق بالسجائر و الاخطر من ذلك انه تم اغتصابها حينما حاولت الهروب من قبضة الإرهابيين. و نفس الشيء قام به الدواعش في حق لمياء حجي بشار حيث اختطفوها في سنجار و عرضوها في اسواق بيع "الجواري" في الوصل و اشتراها طبيب ذو فكر أوصولي داعشي ليقوم بتعنيفها كل يوم و الاعتداء عليها بأبشع الطرق، حيث تمكنت في الاخير من الهروب، و منحت جائزة سخاروف رفقة نادية مراد يوم 26 اكتوبر 2016، و سأكتفي في ما يأتي بالحديث عن نادية و كونها ناشطة و رمز يحتدى به.
الهروب من جحيم داعش
في نونبر 2014 استطاعت نادية مراد باسي طه الفرار من قبضة التنظيم بعد ان نسي احد افراده اغلاق احد أبواب البيت الذي كانت محتجزة فيه، و اعتنت بها احدى العائلات في الجوار و التي استطاعت اخراجها من منطقة سيطرة "الدولة الإسلامية" و ساعدوها كي تتمكن اخيرا من الوصول الى مخيم للاجئين بمدينة دهوك الكوردية شمال العراق، و من هناك انتقلت الى مدينة شتوتغارت Stuttgart الألمانية
و في 16 دجنبر 2015 قدمت نادية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بنيويورك نبذة حول قضية الاتجار بالبشر و الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط، و هذا له اهمية بارزة في مسار الشابة نادية فهي اول مرة يتم فيها احاطة مجلس الأمن حول الإتجار بالبشر. و كجزء من مهمتها كسفيرة للنوايا الحسنة من أجل كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، شاركت مراد في عدة مبادرات دولية و محلية من أجل لفت الأنظار الى معضلة الإتجار بالبشر و التوعية بخطورة هذه الأزمة العابرة للحدود، و كذلك استحضار مشاكل اللاجئين و الأوضاع المزرية التي يعيشونها في أماكن مختلفة، حيث زارت عدة مراكز اللاجئين و الناجين، و استمعت لشهادات حية لعدد من ضحايا الاتجار بالبشر و الابادة الجماعية.
فمن المؤكد ان نادية مراد مرت بنفس التجربة التي مروا بها، بل هي مرت بالأسوأ لكونها فتاة، فهي عرضت للبيع في اسواق النخاسة التي يقيمها داعش في مدينة الموصول التي ابسط سيطرته عليها و مساحات شاسعة في كل من العراق و سوريا كما هو معلوم.
في 5 يناير 2016 تم ترشيح نادية مراد لجائزة نوبل للسلام، وفي 16 شتنبر تم تعينها اول سفيرة للنوايا الحسنة من اجل كرامة ضحايا الاتجار بالبشر ، و في 10 أكتوبر 2016 تم تتويجها بجائزة Václav Havel لحقوق الانسان و التي يقدمها مجلس أوربا. و في 27 أكتوبر من نفس السنة توجت هي و صديقتها التي باتت ناشطة ايضا لمياء حجي بشار بجائزة سخاروف لحرية الفكر و التي يقدمها البرلمان الأوربي .
عقليات مريضة متصدية تعيش في القرن 21
نعم .. تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي داعش بين لنا انه في القرن 21 هناك عقليات لا تزال تسعى للاتجار بالبشر خصوصا النساء و الفتيات بتبريرات عديدة خصوصا الدينية كما فعل داعش، و اسس سوقا خاصة للاتجار بالنساء بحجة ان ذلك طبقه المسلمون الأوائل في حق من يسمونهم "كفار"، و مارسوا السبي و استعبدو النساء جنسيا و قاموا بكل الشرور التي لا يستطيع القيام بها الا المجردون من انسانيتهم و المرضى نفسيا. إلا انه كما ان هناك شر و هناك اناس سيئون يمارسون الشر و يعلمون الحقد و الكراهية، فإن هناك أمثال النشاطة اليزيدية نادية مراد ⵏⴰⴷⵢⴰ ⵎⵓⵔⴰⴷ الذين يعلموننا المحبة و فعل الخير و الدفاع عن المضطهدين .
Ayyuz nm Nadia Murad