العدالة و التنمية، الرهان الفاشل - الطاهر ضريف

بقلم: الطاهر ضريف
شخصيا كنت انتظر من الدولة العميقة و من الأحزاب الوطنية عدم السماح للعدالة و التنمية بقيادة الحكومة لولاية ثانية  و لو اقتضى الأمر تزوير الانتخابات، خصوصا بعد تجارب الإسلاميين في جميع الدول و التي أظهرت خطورة هذا التنظيم الدولي على استقرار البلدان وبالتالي قد يهدد فوز هذا الحزب استقرار المغرب ككل.
 فهدا الحزب يهدد كل المكتسبات النسبية التي حققتها القوى الحية في البلاد كما  يهدد اللحمة الوطنية و التعايش السلمي. فمشروع هذا الحزب المبني أساسا على الرجعية وعرقلة أي مكاسب محتملة للحركة الامازيغية و الحركة النسائية و الحقوقية، وحتى الوقوف أمام المطالب الشرعية الأطفال و العمال و الفقراء و المساواة و العدالة الاجتماعية وغيرها...
واليوم بعد خروج المتظاهرين إلى الشارع بعد حادثة الحسيمة يظهر آن الوقت ليس في صالح الدولة العميقة و النظام المغربي، لأن الشارع لن يصبر طويلا. فالشارع ينتظر إنزال الوعود التي وعد بها النظام شباب 20 فبراير إلى ارض الواقع، و حزب العدالة و التنمية لا يتوفر على أي مقومات لإنزال هذه الوعود الى ارض الواقع.  وكوادر هذا الحزب التي لها تكوين أدبي فقهي سفسطائي لن تستطيع سوى تحسين المستوى المعيشي لأسرتها الصغيرة لا غير.
فالدولة المغربية تغامر كثيراً بالتحالف مع هذا الحزب الذي تنعدم فيه الكفاءات و الذي يخلق العداوة و الحقد في المجتمع ويحاول شيطنة كل من يخالفه الرأي ويقف أمام أي إصلاح تعليمي,  قضائي, ديني او حقوقي حقيقي في المغرب, ويسعى الى اقبار كل المجهودات و التوصيات الهيئات الوطنية و الدولية.
هذا دون الحديث عن علاقات هدا الحزب المتوترة مع العديد من البلدان والمنظمات و هيئات حقوقية الشيء الدي سيصعب على المغرب جلب أموال المستثمرين و عقد اتفاقيات مربحة. كل هدا يجعل من هدا الحزب العدو الاول للدولة المغربية ولاستقرار المغرب و وحدته.
فهل حقا ستغامر الدولة بإعطاء هذا الحزب الضوء الأخضر لتدمير كل شيء ؟!
التعليقات
قد يعجبك ايضا