انتشرت اليوم داخل الحركة الامازيغية مغالطة خطيرة تتمثل في الربط بين كلمة أشلحي ⴰⵛⵍⵃⵉⵢ مفرد اشلحين ⵉⵛⵍⵃⵉⵢⵏ التي ينادي بها امازيغ الجنوب انفسهم اعني سوس و الجنوب الشرقي و حتى الحوز في اتجاه احاحان، و الكلمة العربية شَلَحَ التي هي فعل ماض ثلاثي متعد، و متحررا من اي انتماء قبلي او جهوي و بعيدا عن العاطفة و التعصب للرأي، سأبين ان ذلك الادعاء المنتشر اليوم داخل الأوساط الامازيغية عار من الصحة و يفتقد للبرهان و الدليل، و هي مغالطة لم تكن من قبل لكن بعد خطاب اجدير و سنوات 2003 و 2004 و 2005 عرفت انتشارا داخل الاوساط الامازيغية.
اقرأ ايضا: كتابة الأمازيغية بتيفيناغ و الحرف اللاتيني
يقول ذلك الادعاء في مسعى البحث عن اصول التسمية "الشلوح" chleuh او بالامازيغية "اشلحيين" التي هي جمع "اشلحي" ان تلك التسمية ليست اصيلة عند الأمازيغ بل مستوردة، بالتحديد يقولون ان الكلمة اطلقها العرب على امازيغ الجنوب و اصلها يعود للكلمة العربية التي هي الفعل الثلاثي شَلَحَ و شلحه اي عراه و نزع عنه الثياب، و هي اذن كلمة قدحية اطلقها علينا العرب ايام السبي الذي عرفته شمال افريقيا ابان الدخول الاسلامي لشمال افريقيا، وان اشلحي مجد تمزيغ لكلمة شلح، و يبررون ذلك ايضا بكون حرف الحاء ليس اصيلا عند الامازيغ بل هو حرف دخيل، فيقول محمد شفيق ان حرف الحاء يقول بخصوصه معظم اللسانيين انه ليس اصيلا عند الامازيغ بل دخيل بالتحديد من العربية.
ذلك ما يدعونه، لكن هل هذا صحيح ؟ لابد اولا من النظر الى الواقع المعيش فكل امازيغ سوس و احاحان و الحوز و الجنوب الشرقي لا تزال تنتشر عندهم التسمية الى اليوم بل و حتى الحدود الجزائرية المغربية القريبة لسوس و الجنوب الشرقي، فتجد الساكنة في تلك المناطقة تسمي نفسها اشلحيين و هو جمع مذكر يعني الرجال و سكان تلك المناطق، و تسمى لهجتهم او بالأحرى لغتهم التي هي جزء من الامازيغية المنتشرة في شمال افريقيا "تشلحيت" tachlhiyt ⵜⴰⵛⵍⵃⵉⵢⵜ كما تسمى بها المرأة اي مؤنت كلمة اشلحي التي تطلق على الرجل، و هو نفس الشكل اللغوي الذي تتخذه كلمة "إيمازيغن" التي هي جمع مذكر و مفردها "امازيغ" اما المرأة و اللغة فتسميان "تمازيغت" ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ و جمعها "تيمازيغين" فتعني مجموعة من النساء او الاناث تماما كما في العربية عندما نقول "عربيات" او "فرنسيات" .. و هي تسمية تعبر عن الانتماء اللغوي و الجغرافي و العرقي، و هي كلمة حية الى اليوم بل تستعمل في الجنوب خصوصا في سوس اكثر من كلمة "امازيغ"، ولا يرى ابدا سكان تلك المناطق انها تعني التجرد من الثياب او العري او صفة قدحية، بل على العكس فهم يفتخرون بها و يظهرونها تماما يسمي الفرنسي عن نفسه انه فرنسي و يسمي العربي عن نفسه انه عربي، و في العامية المغربية اي الدارجة يقولون الشلح جمعها الشلوح نقلا عن اصلها الامازيغي اي اشلحي و اشلحين فهو تعريب لها، و يقولون احيانا في بعض الكتابات الشلحاوي و الشلحة و الشلحاوية و هي كلها مشتقات من كلمة اشلحي و تاشلحيت، و لا علاقة لها بالمعجم العربي.
فعندما نقول في الدارجة "واش نتا شلح" او "حنا شلوح" اي "نحن الشلوح" فلا يقصد بها أبدا اي معنى قدحي بل هو "تدريج" للكملة "اشلحي" و تعني المتحدث بلهجة تاشلحيت و الذي ينتمي لمنطقة تتحدث ساكنته تشلحيت التي هي لغتها الأم و ترتبط غالبا بمنطقة سوس souss، فعندما نقول الشلح فأول ما يتبادر الى الذهن هو الشخص الامازيغي الذي ينتمي لسوس او الجنوب الشرقي ⴰⵙⴰⵎⵔ او احاحان ⵉⵃⴰⵃⴰⵏ و المناطق التي تتحدث تشلحيت ...
هل أطلق علينا العرب تسمية الشلوح (إشلحيين)؟
و بخصوص ان العرب سمونا بذلك الاسم فلا دليل عليه، فالسبي قام به العرب المسلمين في كل شمال افريقيا و حتى في المشرق وصولا للقارة الهندية، و مع ذلك لن تجد لفظة "الشلوح" تطلق على اي من تلك الشعوب و بقيت مقتصرة على امازيغ غرب افريقيا بالتحديد في سوس و المناطق المحيط بها، و انه من السخافة و الاحتقار للذات ان نقول بهذا الكلام خوصا انه لم يبنى على دليل ! فهو مجرد كلام سطحي اذ لن تجد له اي مصدر تاريخي في كتاب من كتب التاريخ، واكثر من ذلك فإن العرب استعملوا لفظة "بربر" لتسمية الامازيغ هذا ما ستجده في تاريخ ابن خلدون "العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر" و غيره، و قد نقلوا تلك الكلمة عن الاغريق و الرومان الذين كانوا يطلقونها على كل الشعوب التي يرون انها متخلفة مقارنة بالحضارة الاغريقية، و لو ان العرب اطلقوا علينا ذلك الاسم فمتى و اين؟ و لماذا لم نجد ذكر لفظة "الشلوح" و "اشلحين" في اي من مؤلفاتهم بحيث تفيد معنى قدحيا ؟ و هنا تنكشف عورة ذلك التفسير و ذلك الادعاء و يتبين زيفه، فإذا اطلق علينا العرب تسمية "الشلوح" و تم تمزيغها الى "اشلحين" فلابد ان نجدهم استعملوها في المؤلفات المكتوبة بالعربية خصوصا التاريخية، وهذا ما لن تجده ابدا بل ستجد كلمة "بربر".
اقرأ ايضا: هل الامازيغية تعني الإلحاد ؟!
العرب يسمون الامازيغ "بربر" بكثرة و يستعملها كل من يؤلف بالعربية بل حتى المؤرخين الاوربيين استعملوا كلمة berbères بل ان الامازيغ مشهورين عالميا بتلك الكلمة اي بربر berbers ، و مع ذلك و راء هذا الانتشار الواسع لكلمة بربر عند الاجانب لن تجد اي قبيلة او منطقة امازيغية تسمي نفسها بربر، و هذا ما يوافق القاعدة التاريخية المعروفة، فالشعوب من تسمي نفسها و لا يسميها الاجانب، فالأسماء التي يطلقها الاجانب اما ان تكون ذات اصول لغوية في لغة ذلك الشعب، و اما ان تكون مبتكرة من طرف تلك الشعوب الاجنبية و الحالة هذه تجد ان التسمية منتشرة عندهم فقط و ليس عند الشعب الذي سموه بها، و هذا هو حال كلمة بربر التي نجدها عند الأجانب و لن تجد لها اي ذكر او انتشار عند الامازيغ في شمال افريقيا، فإذا كان العرب اطلقوا تسمية "الشلوح" على الأمازيغ فمن المفترض ان نجد الأمازيغ ايضا يسمون انفسهم بربر لان العرب استعلموا بكثرة كلمة بربر التي هي قدحية تعني التوحش و المتوحشين مع انهم لم يستعملوا ابدا كلمة "الشلوح" و اشلحين !
حرف الحاء دخيل على النطق الأمازيغي
ايضا يروجون من اجل اثبات ذلك الادعاء مغالطة اخرى ! فيقولون ان معظم اللسانيون يقولون ان متغيرة حرف "الحاء" ليست اصيلة في النطق الأمازيغي بل هي متغيرة دخيلة بالضبط من اللغة العربية، و مع ذلك.. لو سلمنا انها متغيرة غير اصيلة في النطق الامازيغي وانها دخيلة اي اجنبية فهذا لا يعني ابدا ان الكمة برمتها اجنبية !! و من المعروف ان الامازيغ لديهم اليوم حرف الحاء و ينطقونه به في العديد من الاماكن، و عدد كبير من الكلمات الامازيغية تشتمل على حرف الحاء، مثل أحيدوس، أحواش، أحليك، حيد، ايت حديدو، و متغيرة حرف الحاء توجد بكثرة في النطق الامازيغي اليوم مثل نيح سكرح خصوصا في مناطق في الاطلس الصغير، لكن هل هذا يعني ان احواش و احيدوس كلمات ذات اصول عربية ؟! هل يعني ان اي كلمة فيها حرف الحاء مصدرها اجنبي عربي ؟ ! اكيد فكما قلت حتى لو سلمنا ان متغيرة حرف الحاء اجنبية دخيلة من اللغة العربية فهذا لا يعني ابدا ان كل الكلمة اصلها عربي، و هذه المغالطة تروج كثيرا دون ان ينتبه اليها احد.
كلمة اشلحي ليس لها معنى في المعجم الأمازيغي
ايضا سنجد انفسنا في مغالطة اخرى تتعلق بالمعجم، فما هو "المعجم" عند مروجي الإدعاء ؟ فالمعجم اللغوي ليس هو كتاب بين دفتيه اوراق فأول المعاجم المكتوبة التي انتشرت اليوم نجد معجم محمد شفيق الذي بدأ في تأليفه و كتابته في ثمانينات القرن الماضي، فالمعجم هو الكلمات الحية التي تستعمل في اللغة اليومية و يفهمها افراد المجتمع، اي المعجم هو شفهي قبل ان يكون كتابي، فالمعاجم التي توضع يتم اخذ الكلمات كما تنطقها الشعوب و كما تفهمها و تسمي بها الاشياء فتكتب بها و تطبع على الاوراق، فأشلحي لها معناها في المعجم الامازيغي و هو كما يفهمها اهلها، و للحديث عن كلمة "اشلحي" يجب ان نفرق بين المفهوم و اصل الكلمة فهما مختلفين تماما، مفهوم الكلمة عليه اجماع بحيث عدد كبير من الامازيغ يسمون انفسهم اشلحين التي تعرب او تدرج الى "الشلوح"، و تعني الكلمة كمفهوم صفة الامازيغي في الجنوب الذي يتحدث لهجة تاشلحيت، اي المنتمي لتلك المناطق لغويا و ثقافيا و تعود اليه اصول عائلته، و تسمى لغته او لهجته كما قلت تاشلحيت التي هي ايضا كلمة تطلق على المرأة او الانثى عموما هناك، و جمعها "اشلحيين" و الجمع المؤنت الخاص بها "تشلحيين" اي الاناث اللواتي هن من تلك المناطق. هذا بالنسبة للكلمة كمفهوم و هو الذي يهمنا اكثر، اما بالنسبة لأصول الكلمة فهي مختلفة فهناك من يرى انها تعني استقر و سكن بالامازيغية (1) و ذلك بغض النضر عن متغيرة حرف الحاء اذا كانت دخيلة ام لا، و من بين التعريفات السائدة كذلك أنها كلمة جاءت من "أشلوح" و تعني الحصيرة التي تصنع من الحلفاء او النخيل و التي تحيك و تشيد منها خيام الأمازيغ الرعاة و الرحل (2) les nomades ..و في المناطق الأمازيغية كل وكيف يرى اصول الكلمة، و هذا طبيعي جدا بفعل الدينامية التاريخية و الاجتماعية خصوصا ان معظم الكمات القديمة لا يعرف اصلها بالتحديد فكل ما هنالك هو اجتهادات و محاولات للبحث عن اصول الكلمات، فكلمة العرب نفسها ستجد فيها نقاش بخصوص اصولها و كلمة فرانس في الفرنسية الى غير ذلك، و هذا ما تجده في كل لغات العالم بخصوص اصول المفردات ، فليس من المفروض ان نجد اصلا واحد للكلمة، بل ليس من المفروض ان نجد اصلها حتى، خصوصا ان الامازيغ لا يدونون كثيرا تاريخهم، لكن في جميع الاحوال لن تجد اي مصدر تاريخي يقول ان اصلها عربي، و سيكون من الاجحاف و اللا موضوعية اللجوء لمعاجم اجنبية لتفسير كلمة يسمى بها شعب نفسه، فللبحث عن اصول كلمة اشلحي و الشلوح ينبغي اللجوء الى لسان من يسمون انفسهم بتلك التسمية لا الى معاجم اجنبية، فهل يقبل العرب ان نبحث لمعنى كلمة عرب في لساننا الأمازيغي ؟ او في لسان الفرنسيين و معاجم الاوربيين او اية شعوب اخرى غير الشعوب العربية ؟ !
ان ما يعطي الشرعية لاستعمال كلمة اشلحي و كونها محلية هو استعمالها الى اليوم من قبل الأمازيغ الجنوبيين، بغض النظر عن ما يعطى من تأويلات و مغالطات، فلفهم كلمة يتم الرجوع بها الى اهلها الذين يستعملونها يوميا، و ليس الى لغة او شعب اجنبي، اما بخصوص تشابه الحروف بين الكلمتين شلح و اشلحي فليس مبرر للقول ان مصدر اشلحي عربي فنحن نعرف ان هناك عدد كبير من الكلمات في لغات مختلفة تتشابه في النطق و البنية، و احيانا تكون متشابهة الى حد كبير، و مع ذلك فمعنى كل كلمة في لغة ليس هو معاناها في لغة اخرى رغم التشابه في النطق، خصوصا هنا ان كلمة اشلحي و تاشلحيت بل و حتى الشلوح لن تجدها ابدا في المعجم العربي، ستجد فعل شَلَحَ (الذي لا وجود له في الامازيغية و هذه الكلمة ان نطقتها هكذا فلن يفهم امازيغي لا يجيد العربية ما تقوله) و فاعله مُشلِحٌ و مفعول به مُشلَح ، و كل هذه الكلمات اذا نطقها بالقرب من امازيغي يمسي نفسه اشلحي فلن يستوعب ما تقوله فلا علاقة للمفعول به مشلح و حتى الفاعل مشلح بالشلوح و اشلحين.
أشلحي او الشلوح تسمية عريقة
كلمة أشلحي و اشلحين او الشلوح او حتى الشلحة كلمة عريقة و قد ذكرها المؤرخ الاسباني مارمول كربخال (منتصف القرن 16) في كتبه وصف افريقيا (3) و يقول ان تلك الكلمة عريقة عند بربر شمال افريقيا أي الامازيغ، و ايضا ذكرها مؤرخون عديدون و لا احد منهم ذكر التسمية بمعنى قدحي او مسيء، فالتسمية ليست وليدة الاستعمار او ان الاعلام المخزني نشرها خلال الثمانينات (كما يروج البعض)، ان انتشار التسمية الواسع في الجنوب بين المناطق الأمازيغية بل حتى في الجزائر في المناطق الحدودية مع المغرب يحتاج الى قرون ليترسخ في الاذهان و يسمي بها سكان تلك المناطق التي هي مساحات شاسعة انفسهم.
إيشلحين أم إيمازيغن ⵉⵛⵍⵃⵉⵢⵏ ⴷ ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏ؟
من بين اهم الاسباب التي دفعت بهذه المغالطة الى الانتشار هي ان مروجوها قاموا بتمييز كلمة "ايمازيغن" و "اشلحين" الى حد ان احداهما اصيلة و الاخرى ليست كذلك، أي وضعوا هناك تضادا بين الكلمتين فإما ان نكون إيمازيغن و إما ان نكون اشلحين، و طرحهم الاشكال بهذا الشكل يجعل باقي الشباب المناضلين بين خيارين اما ايمازيغن و اما اشلحين، و الواقع ان اشلحين جزء من الأمازيغ، فالشلوح هم أمازيغ بالضرورة، و لا تعارض بين الكلمين، فكما نقول ايشاوين و امزابين و اريفين و اقبايلين، نقول ايضا ايشلحين، لكن كل هذه المجموعات تنتمي للشعب الامازيغي في شمال افريقيا، و هكذا ينبغي ان تؤخذ بها الامور، و لعل مساعي بعض المناضلين الامازيغي لتوحيد النضال الأمازيغي و فرض تسمية واحدة تكون رسمية هي ايمازيغن، ادى بهم الى اعطاء ذلك التأويل الخاطئ لأصول كلمة أشلحي، لاقصائها و تعويض مكانها بكلمة امازيغ، لكن هذه القراءة جاءت سلبية، فلتحقيق الوحدة كان عليهم اعطاء اسباب او تفسيرات اخرى او فقط ببساطة الدعوة الى تعميم كلمة "امازيغ" فنقول "انا امازيغي" عوض "انا اشلحي" دون ان يسيئوا الى كلمة اشلحي و يسيئون لكل الامازيغ الذين لا يزالون يتسمون بهذا الاسم. فهم لهدف نشر الوعي الامازيغي و توعية الامازيغ بأنهم جسد واحد اساؤوا في سبيل ذلك لكمة اشلحي بتفسير غوغائي غير علمي و لا اكاديمي و لا يبنى على أي دليل. فأنا أقول انني اشلحي من اشلحين و امازيغي ايضا، كما يقول القبايلي بالجزائر انه قبايلي و امازيغي فلفضة امازيغ تجمع الجميع في شمال افريقيا، دون نفي التسميات الجهوية و فروع الامازيغية التي تعتبر تاشلحيت من بين اكبر لهجاتها. و داخل اشحلين الذين يتحدثون لهجة تاشلحيت سنجد فيهم انتماءات قبلية او جغرافية واسعة كالسواسة و ايحاحان و الحوز الجنوب الشرقي ...
تداعيات ونتائج ادعاء كون "اشلحي" أصلها عربي
ان تداعيات و ما يترتب عن هذه المغالطة خطيرة يقودها مناضلين امازيغ من المفروض ان يقودها اعداء الامازيغية و ليس المناضلين ! و من هذه التداعيات اذكر ما يلي:
- ان الامازيغ كانوا عاجزين عن تسمية انفسهم فانتظروا حتى قدوم العرب كي يمنحوهم اسما !
- ان الامازيغ الجنوبيين الذين يسمون انفسهم بإشلحين او شلوح جاهلون و يصفون انفسهم بكلمة قدحية !
- ان كل من يسمي نفسه اشلحي مغفل و يجب الضحك عليه (و هذا غير صحيح بالنضر الى الواقع) !
- ان اقلية يعرفون معنى الكلمة افضل من اهلها انفسهم الذين لا يزالون يسمون انفسهم اشلحين !
- ان السواسة بالخصوص لا اصل لهم و كانوا ضعفاء الى درجة انهم لم يسموا انفسهم (وهذا غير صحيح بالنضر الى الواقع فسوس كانت اهم مكونات ايمصمودن او مصمودة كما يقول ابن خلدون و هم الاكثر انتشارا).
- وضع تنافر بين نشطاء الحركة الأمازيغية و الغالبية من الامازيغ الذين لا يزالون ينادون انفسهم ب"إشلحيين"، و هذا ما لا ينبغي ان يكون ما دامت الحركة الامازيغية هدفها الدفاع عن الشعب الأمازيغي فيجب ان تكون منفتحة عليه لا ان تكون في تضاد معه.
- إبعاد جزء كبير من الأمازيغ عن خطاب الحركة الأمازيغية و عن الوعي بضرورة استردادا التاريخ والهوية الأمازيغيين، و بالتالي فقدان الحركة الامازيغية لأية شرعية اذا لم تدافع عن الامازيغ جميعا و ليس عن ثلة من المناضلين الذين يبقون اقلية امام كل الامازيغ.
- الدفع بالأمازيغ الذين يسمون انفسهم اشلحين الى فقدان الثقة في انفسهم و الاحساس بالدونية و عدم الانتماء و السخرية منهم و ذلك في ضل ادعاء كاذب كله مغالطة من اوله الى اخره !
اذن هي تداعيات خطيرة يروجون لها، و كل من لا يزال يتشبث بذلك الادعاء و المغالطة بدون دليل و لا برهان فهو يعبر عن اصراره على الطعن في اخوته الامازيغ و جرح مشاعرهم، و يستهزئ بهم و يسخر منهم و هذا ما لا يقوم به اعتى أعداء الامازيغية ! فالكلمة اشلحي استعملت دائما في الكتب التاريخية بما يفيد جزء من الامازيغ ينتشرون في الجنوب خصوصا في سوس و ليس بأي معنى قدحي او مسيء، و لو كان في الكلمة قدح و عيب لما وجدنا هذا العد الكبير الامازيغ يسمون بها انفسهم.
خلاصات حول كلمة أشلحي و الشلوح:
كخلاصة يمكن اجمال ما سبق ذكره في السطور التالية و التأكيد على ان :
- كلمة اشلحي و الشلوح لم يذكرها العرب في اي من مصادرهم بمعنى قدحي يفيد العري و قطع الطريق
- كلمة اشلحي عريقة استخدمها العديد من المؤرخين و هي تسمية لجزء كبير من الامازيغ
- كلمة اشلحي لا تناقض كلمة امازيغي او تستبدلها بل تكملها فإشلحين جزء من ايمازيغن
- متغيرة حرف "الحاء" قد تكون تكون دخيلة لكن ذلك لا يعني ان الكلمة برمتها دخيلة فهي متغيرة تستعمل بكثرة اليوم مثل كمة احيدوس، احواش، و افعال مثل نيح ديح سكرح و هي كلها كلمات امازيغية و ليست عربية.
- ينبغي ان نفرق بين مفهوم الكلمة و اصل الكلمة، فمفهوم كلمة اشلحي هو مفرد كلمة اشلحيين و هم جزء كبير من الامازيغ يتحدثون لهجة تشلحيت و هي لهجة من فروع الامازيغية و ينتشرون خصوصا في الجنوب المغربي و في حدوده مع الجزائر، اما اصل الكلمة فهو يتختلف و من بين المعاني السائدة انها جاءت من "أشلوح" وهو الحصيرة التي تصنع من النخيل و التي تستعمل في حياكة الخيام، لكن في جميع الاحوال لا يمكن القول ن اصلها عربي او اطلقها علينا العرب.
- في الدارجة المغربية عندما نقول "الشلح" و "شلوح" فهو فقط نقل من اشلحي و اشلحين الامازيغية اي تم "تدريجهما" و ليستا مأخوذتين من المعجم العربي ولا تفيدان ابدا العري.
- من المعروف ان لهجة تاشلحيت هي الاكثر انتشارا في المغرب الى درجة ان العرب او الأمازيغ المعربين بالأحرى عمموها على باقي الامازيغ فتجدهم يطلقونها حتى على الريفي احيانا و الزياني و مناطق اخرى ..
اقرأ ايضا: كلمات شَلَحَ و أشلحي و الربط الدوغمائي بين الكلمات في لغات مختلفةو ليس هناك داعي للتأكيد كل مرة ان اشلحين جزء من الامازيغ فهذا هو واقع الامور فقط يجب ان نحذر من التأويلات المغلوطة و الخاطئة التي تحمل نتائج سلبية كهذا التفسير الغير مبني على دليل و لا حجة مقنعة، فالذين ينشرونه لا فرق بينهم و بين الذين قالوا ان اصول الامازيغ من اليمن، فتجدهم عاجزون عن فهم هويتهم الا بإسنادها الى الاجانب، و لا يرتاحون الا باستحضار غيرهم، وقد تخلصنا من تلك المغالطة التي تقول ان الامازيغ اصلهم اليمن، و كذلك ينبغي التخلص من هذه المغالطة التي تقول ان اصل كلمة اشلحي عربي.
هوامش:
1/ التقي العلوي – أصول المغاربة: القسم البربري – شعب المصامدة- مجلة البحث العلمي – المركز الجامعي للبحث الرباط – السنة 14 العدد 28 سنة 1977 – 213
2/ Éric Fottorino, Berbères, Paris, Philippe Rey,2012, 144 p
2/ Éric Fottorino, Berbères, Paris, Philippe Rey,2012, 144 p
3/ مارمول كربخال – إفريقيا – الجزء الأول ترجمة: محمد حجي و محمد زنيبر و محمد الأخضر و أحمد توفيق و أحمد بجلّون – منشورات الجمعية المغربية للتأليف و الترجمة و النّشر – مكتبة المعارف الرباط – الطبعة 1 سنة 1984 –ص:115-116