- الرئيسية
-
مقالات
- مفهوم العلمانية والحاجة الماسة إليها في "العالم الإسلامي" - الجزأ الأول
مفهوم العلمانية والحاجة الماسة إليها في "العالم الإسلامي" - الجزأ الأول
Adaskou Planet
العلمانية كلمة قديمة تعني بمعناها الضيق فصل الدين عن السلطة، بمعنى عدم إقحام الدين في سياسة الدولة وجعله بمثابة حرية شخصية للافراد، ومن جهة أخرى فالعلمانية تعني حرية الفكر والإهتمام بالإنسان ومايتميز به من العقل والكرامة، أي استقلال الفرد فكريا وعقائديا ودون قيود تفرض عليه لتجبره على اتباع عقيدة أو فكر ما مهما كان ادعائها لأمتلاك الحقيقة مغريا، أي أن العلمانية تؤمن بحرية الإنسان في الإختيار.
للتعرف أكثر على مفهوم العلمانية (رابط ويكيبيديا)


هكذا يتبين لنا أن سكان الأرض يعتنقون عدد كبير من الأديان المختلفة في نظرتها للحياة والإنسان والخلق والوجود وكما قلت سابقا ففي داخل الدين الواحد هناك عدة جماعات وتوجهات أخرى متعارضة فيما بينها وتتصارع فيمابينها لتثبت أنها التوجه الحق والدين الحقيقي، ففي الإسلام مثلا، هناك عدد كبير من الجماعات بدءا من الطائفتان الرئيسيتان السنة والشيعة اللتان تتعارضان فيما بينها في عدة أمور جوهرية ثم في التوجه السني هناك عدة توجهات فكرية أخرى كل منها تدعي أنها الحق المبين في كتاب الله ورسوله، إذ نجد من يدعو إلى الإجتهاد في فهم القران وجعل احكامه تناسب العصر حيث يرى أن العديد من الايات القرانية والأحاديث النبوية كانت مشروطة بزمن معين ولم تعد صالحة وهناك من يرى أن الهدف من القران والسنة وتطبيقهما حرفيا حيث ذلك هو المقصد منهما كما أن القران لم يفسر العديد من الأيات حيث هناك إلتباس وعدم فهم الاية وما تتحدث عنه، هنا يلجأء الفقهاء في الدين إلى إعطاء تأويلات للأيات وتفسيرات لها، هذه التأويلات هي التي أفرزت تيارات مختلفة في الفكر الإسلامي متعارضة مع بعضها البعض خاصة فيما يتعلق بالجانب العلمي، إذ أصبحنا نرى اليوم، عدة جماعات إسلامية أغلبها متشددة

إذن لاسبيل أمام البشر للتعايش فيما بينهم إلا باعتراف بعضهم ببعض ويعيشون في مجتمع يضمن الكرامة وحرية الإعتقاد لكل مكوناته، ولا يتأتى ذلك إلى بفصل الدين عن الدولة وجعله مسألة شخصية تهم الفرد، فالمجتمع لايبنى على أساس ديني بل على أساس التعاون المشترك بين الجميع مهما كان إنتماءه، إذن العلمانية هي التي تضمن الحق في ممارسة الشعائر الدينية لكل الأفراد وبالتالي هي التي تحمي الدين عكس مايشاع خاصة عند الجماعات الإسلامية، حيث في العالم هناك دول علمانية وأخرى دينية وشبه دينية ثم دول لم تعلن عن اعتناقها لأي توجه ديني أو علماني في دساتيرها، وكل الدول العلمانية هي دولة متطورة إقتصاديا علميا تنوميا سياسيا فكريا كبلدان الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان وجنوب إفريقيا و استراليا... اما الدول التي تبنت ديانة في دساتيرها فتنتمي إلى بلدان العالم الثالث، ومنها البلدان الإسلامية وهي بلدان متخلف في كل شيء خاصة الجانب التعليمي والفكري والإقتصادي، ولا يدفع ثمن تخلفها سوى أجيالها المتعاقبة التي تجد حولها مجتمعات دوغمائية تسبح في دوامة الجهل والامية، تسبح في عالم يملئه الإجرام والإغتصاب والفساد الاخلاقي والتزوير والزبونية.
يبين من خلال ماسبق أن العالمانية هي الكفيلة بتماسك المجتمع وتطوره والنهوض به والتعايش بين كافة المجتمعات والسفر بحرية والكتابة بحرية والعبادة بحرية، رغم ما يشاع في بلداننا الإسلامية عن العلمانية في كونها تؤدي إلى الكفر والزنى والفساد الاخلاقي وغيرها من التضليلات التي تهذف إلى النيل من الفكر الحر ومن الإنسان حيث أغلب التصريحات التي تهاجم العلمانية تأتي من شيوخ الإسلام عبر الفضائيات والمواقع الدينية حيث، في المغرب مثلا، بمجرد أن تردد مصطلح العلمانية فيسرعو المواطن عبر المواقع الإجتماعية ليصفك بالكافر الزنديق، دون أي علم له بمفهوم "العلمانية" ويبقى كلام الشيوخ بالنسبة له هو الحق الذي يجب اتباعه. لكن رغم ذلك فقد ظهر ثلة من المثقفين الاحرار في شمال غفريقيا والشرق الاوسط يحملون الهم كي يرقو بمجتمعاتهم وإنقاذها من ويلات التخلف، وأظن بل أؤمن انهم سينجحون لأن نجاحهم نتيجة حتمية نظرا لما قلته سابقا، فالعلمانية ضرورية والمجتمعات الإسلامية في أمس الحاجة إليها إذا أرادت أن تستمر وتعيش ضمن اسرة المجتمع الدولي
وتتجاوز تخلفها العلمي والفكري وتبني مستقبلا لأجيالها، أما إذا أرادت العكس، أي تستمر في محاربة العلمانية، فإن الجماعة أو الشيخ سيموت سيموت ويأتي بعده شيخ اخر ثم شيخ اخر وهكذا لكن ان يكون هناك مستقبل للطفل المسلم بل سيسمر في احتقار ذاته ويورث فكره وتخلفه لأبناه وهكذا حيث يستمر الشيوخ والجماعات الدينية ذات الإسلام السياسي في تدمير مستقبل اجيالها، وانا كمدون أمازيغ احس بنوع من المسؤولية والفرح لانني أكتب هذه المقالة التي قمت فيها بواجبي تجاه مجتمعي ووطني.
التعليقات
قد يعجبك ايضا