نحن و هم و القضية الفلسطينية بقلم سمير وعلي

بقلم: سمير وعلي
في سنتي الدراسية الثالثة إعدادي " التاسعة " كان موضوع الإنشاء حول الطفل الفلسيطني محمد الدرة ( ومن منا لا يتذكر  محمد الدرة ) ، كتبت موضوع قالت عنه الأستاذة باعدادية علال بن عبد الله سلا الجديدة أنه أجمل موضوع انشاء في حياتها المهنية وهي التي كانت تتجاوز الخمسين سنة آنذاك .. عندما كانت توزع أوراق الامتحان و قبل أن تأمرني بقراءته على زملائي قالت لنا ولازلت اتذكر كأنه الأمس القريب :  " عند تصحيحي لهذه الورقة لم أكن اصحح كلمات وجمل ، بل دموع وحسرة واهات .. عبارات جعلت الدموع تذرف من عيني "  .. واسترسلت "  أنه موضوع يبرهن على إنسانية صاحبه ، وتضامن مع إخواننا في فلسطين ذلك الشعب المقهور ..  " ، موضوع علق على المجلة الحائطية ( الإهتمام بموضوع  الإنشاء لأنه يتمحور حول قضية تؤمن بها ، وليس شئ آخر ) .. 

استحضرت هذه الواقعة كي أقول أن التعاطف  مع القضية الفلسطينية لم يختره المواطن المغربي من ذاته وعن قناعة ، بل فرض عليه عن طريق التعليم والإعلام .. وعبر كل الوسائل لجعل القضية الفلسيطينة القضية الوطنية الأولى والهائه عن قضاياه الحقيقية .. وكي ابرهن أنه فرض علينا ما يجب علينا أن نناصره او نعاديه ..
اقرأ ايضا: المخزن و سياسة نزع الأراضي من الأمازيغ - سمير وعلي
 لا يفهم من كلامي أنني اعادي القضية الفلسيطينية بل بالعكس من ذلك .. كل ما في الأمر أننا كبرنا واكتشفنا أن هناك قضايا فوق اي اعتبار ، أن هناك قضايا وطنية قبل أي قضية .. نعم نتعاطف مع القضية الفلسطينية من باب الإنسانية كما نتعاطف مع جميع الشعوب المقهورة بعيدا عن المنظور الأيديولوجي أو العرقي أو الديني .. قلت كل ما في الأمر أننا تخلصنا من نمطية التفكير المفروضة علينا ، وعرفنا تاريخنا الحقيقي واكتشفنا خضعهم وصنعهم لقضايا ( أجنبية ) ، تلهينا عن قضايانا الحقيقية حتى لا نزعجهم .. كبرنا واكتشفنا أننا مهددون في وجودنا .. علمنا أن غرضهم هو العمل على استلابنا الهوياتي والفكري لطمس هويتنا الحقيقية .. هذا هو الفرق بيننا وبين من لازال مستلبا ، يعيش هنا وعقله في المشرق ..!! هذا هو الفرق بيننا وبين من لازال متشبتا بقضايا صنعها المخزن وهم الذين يدعون عدائهم لذات المخزن ..!! 
أليس الشعب المغربي نفسه يعاني من الحركة الصهيونية العالمية ، والمخزن أحد فروعها. !! لهذا يجب أن ينصب نضالنا أولا على الانعتاق الداخلي والتحرر والعمل على استقلالنا ، وتحرير العالم من بعد ذلك من الإمبريالية .. 
واليوم عندما نسمع أن بعض النشطاء الأمازيغ قاموا بزيارات لإسرائيل ( والأمر لا يقتصر على نشطاء الحركة الأمازيغية بل مسؤولين في الدولة ، وأعضاء الحركات الإسلامية التي تدعي الدفاع عن فلسطين ) ، فهناك من يعتقد أن مناضلي الحركة الأمازيغية يعادون القضية الفلسطينية ، ويدعمون إسرائيل .. أريد أن أسأل ، ماذا قدمت إسرائيل للأمازيغية ??!! هل تدعم الحركة الأمازيغية بالمغرب وشمال أفريقيا !! أكيد الجواب لا .. هل تساهم إسرائيل في إعادة كتابة التاريخ الأمازيغي ??!! طبعا الجواب بالنفي .. هل على الأقل تقوم إسرائيل بتدريس اللغة والحضارة الأمازيغية لليهود المغاربة ?? لا ولم ولن تفعل .. إذن ما الذي نجنيه من إسرائيل ??? طبعا ليس لدينا اي مشكل مع أي شعب كيفما كان ، ويبقى الشعب الإسرائيلي واسطر على كلمة الشعب كأي شعب في العالم تجمعنا الإنسانية .. 
لكن الذي يجب أن يعلمه الجميع أن مصالح إسرائيل وأمريكا وفرنسا .. وغيرهم ليست مع الحركة الأمازيغية ، بل مصلحتها مع الوضع الحالي ومع الأنظمة القائمة بشمال إفريقيا .. هم يعلمون جيدا أن وعي الشعب بتاريخه وبهويته وحضارته .. سيهدد مصالحهم فوق أرض تمازغا .. لهذا هم يعادون الحقوق اللغوية والتاريخية والهوياتية لهذا الشعب .. اوا ليست فرنسا من ارتكبت أبشع الجرائم ضد الشعب الأمازيغي ولازالت ، ألم تعمل ما بوسعها لاقبار هويتنا وتاريخنا ..!! أليست هي من نصبت ودعمت الأنظمة العروبية فوق ارض الأمازيغ ضمانا لمصالحها .. !!?? 
هي أسئلة وغيرها يجب أن تطرح وتناقش بعقلانية لمعرفة الحقيقة ..
التعليقات
قد يعجبك ايضا