أمازيغي .. لكن أكره عصيد !

بعد 2012 صرنا نسمع هذه العبارة ونراها في حسابات شباب أمازيغ على الفيسبوك ، "أنا أمازيغي لكنني أكره ذلك المنافق عصيد"  .. "تحركه أيادي أجنبية" .. والكثير من العبارات التي جاءت نتيجة جهل الأشخاص بالقضية الأمازيغية و بالدين و دوره وكذلك بشخصية عصيد.

إذن دعوني أوضح أولا أن الأمر ليس له علاقة بالدين أبدا –على الأقل من قبل الأمازيغ- إلا بعد أن إختار الذين يؤمنون بفكرة الإسلام السياسي و "الحكم بالشريعة" مواجهة الخطاب الحداثي بالدين نفسه الذي يعملون بواسطته على تجييش المجتمع و تهييج الأفراد ضد المفكرين و الباحثين رجال و نساء، أشفق عليهم حقا ! فقد أثبتوا أن أدمغتهم فارغة لكونها تعمد إلى الدين للدفاع عن نفسها ! لماذا الدين ؟ ! لأنهم يستغلونه كما قلت، في تسخير أحاسيس المجتمع كي يحصدوا المزيد من الأتباع. 

الدين في النهاية إعتقاد شخصي كل واحد يحق له الإيمان بأي دين يريد أو أي طائفة من الدين نفسه، لا يعقل أن تأتي وتقول نحن مجتمع إسلامي وتسكت ! إذا قلنا مجتمع إسلامي فيجب أن يحترم حقوق الجميع، كل مواطن مهما كان انتماءه الديني و المذهبي والسياسي و العرقي ... فهذا ما آمر به الإسلام حسب ما أعتقد !  كما أن الواقع العملي يبين أننا لسنا مجتمع "إسلامي ديني" ، لو كنا كذلك حقا فيجب ألا نرى أي شخص في الشارع أثناء صلاة المغرب (مثلا) ! 

يتبين إذن ان المشكلة ليست في الدين نفسه بل في طريقة استعمال الدين في الحياة العامة و الأشخاص الذين يستغلونه ليحضوا بثقة الجمهور و الوصول لأعلى المراكز السياسية و الوظيفية باسمه (الدين)، وهذا ما يكتب عنه الأستاذ أحمد عصيد طوال حياته بالإضافة إلى القضية الأمازيغية، لغة و ثقافة و هوية وشعبا و أرضا ... فهو يكتب عن طريقة استعمال الدين و تسخيره لأغراض سياسوية و كسب ثقة الجمهور ، على حد علمي لم أسمع أو أقرأ مقالا لعصيد يتحدث فيه عن الآيات القرآنية و تغيير أحاديث أبي هريرة ! لكن يبدوا أنه لن يكون عدوك يوما سوى جارك ! 

بسبب عدم الإطلاع وعدم قراءة مقالات عصيد وعم إيجاد القراءة باللغة العربية (التي يحرر بها عصيد غالبا مقالاته و كتبه) يذهب بعض الأمازيغ إلى تكفيره و تجريمه و سبه وغيرها من الأساليب المخلة و البعيدة عن الحوار و النقاش و النقد البناء،  شخصيا لدي العديد من الأصدقاء المقربون سبق لي أن سمعت منهم نفس الكلام  و أحيانا كي لانطيل في النقاش أو خلق أجواء غير التي تكون عادة بين الأصدقاء أتجاهل ملاحظتهم و لا أرد عليها خاصة للذين لا يعرفون مسبقا أنني أتفق مع عصيد في العديد من الأمور. وهم من متعلمون ومنهم موظفون كلهم شباب ! قد تجده يهتم بالرياضيات أو الفيزياء أو الكهربائيات .. و أعرف جميعا أنهم لم يسبق لهم أن قرأوا مقالا لعصيد ! وهذا ما يثير استغرابي ، بمعنى أنهم يجرؤون على إطلاق عبارات و ألفاض على قضايا لم يسبق لهم و أن إطلعوا عليها وعلى طبيعتها، مالذي أتى بك من طالب يدرس الرياضيات منذ الإعدادي إلى طالب يتحدث عن عصيد و الدين و الأمازيغية !  أعرف أن هناك أشخاص و طلبة علميين يهتمون بالعلوم ويطلعون على القضايا الثقافية و السياسية والدينية .. و أنا واحد منهم.  لكن الأصدقاء الذين تحدثت عنهم ليسوا كذلك، فهم يكفي أن يسمعوا أن "ذلك الزنديق يسب الإسلام " إلا و أن بدأت مشاعرهم في التهييج دون معرفة مسبقة بالموضوع و تشعباته و الشخصيات و الكتاب !! 

و لأ أزال أسمع ذلك من بعض الأصدقاء و أحيانا أناقش أو أسرع لأتجاهل الموضوع بكل عفوية،  لكن على العكس تماما إذا علمت أن تخصص صديقي شيء اخر غير العلوم كالشريعة أو التاريخ أو العربية ... فلا أتجاهل الموضوع بل أدافع عن رأيي بكل جدارة ! و لا أظن أن هناك مشكلة ما في الأمر ما دام النقاش مع طالبا او شخص درس حتى الباكالوريا.

لكن المعضلة الكبرى في الأميين أو الشبه الأميين أصحاب الفيسبوك (الأمازيغ) الذين يسبون عصيد ليل نهار وكلما سئلتهم عن السبب يجيبون: "إنه ضد الإسلام" !!

----------------------------------
التعليقات
قد يعجبك ايضا